تعالج إشكاليات العلاقات الاجتماعية
أصدر الكاتب الكويتي عبدالوهاب درويش مجموعته القصصية الأولى بعنوان "همس الشيطان"، وقال الناقد المصري أشرف الخريبي في تقديمه للمجموعة: تطرح هذه القصص القصيرة مُعالجة موضوعية لإشكاليات العلاقات الاجتماعية كالزواج والطلاق، البطالة كما يلقي نظرة ناقدة للمجتمع الذي وقع في دوامة الفساد، والبيروقراطية كما في قصة الأخطبوط، ويدق ناقوس الخطر حول هذه المظاهر. بموقف قصصي يهتم بالحكاية وتفاصيلها البسيطة يستلهم الحدوتة ويصعد الحدث إلى نهايته، مع ألق السرد الشفاف المتنامي في الدراما، مُتفاعلا مع الشخصيات وعالمها، مُتمسكا باللحظة القصصية داخل بنية النص بلغة هادئة، لغة السرد المحبب للنفس التي تشيع داخل النصوص، فالدراما تتسرب برشاقة إلى نفس القارئ تستعذب اللحظات والأحداث وتحتفل بالحكي، تهتم ببنية السرد بروح هادئة، إن براعة القاص ليست في السرد أو اللغة التي تشعرنا بهذا الجو الأليف للحكاية فعلا، لكنها في تفعيل الشخصية السالبة ورصدها للدراما، ماهية الصراع وحقيقته وخلفيته وإسقاطها الجيد على الواقع.
وأضاف: غير أنها أكثر عمقا وفنية، بتناولها بأسلوب اجتماعي بسيط وشائق، إن الوقوف على جدلية هذه النصوص عند القاص عبد الوهاب درويش بروعة الحكاية ورصد المشهد القصصي وهو يستخدم التراكم اللغوي أحيانا ويمارس بثقة التجربة الحياتية بكل انعكاساتها مما يمنح نصوص المجموعة ذلك البعد النفسي والإيحاء بالدلالة، لتبقى لهذه النصوص روعتها فهي الإبداع والبحث المستمر عن الحكاية ملهمة السرد. همس الشيطان، سرد متماسك، لدهشة الحكاية بساطة المروي عنه، وأهمية التعامل مع الأدوات الفنية، وتناول الكاتب لها، كي يضفي – بسرده الخاص- روحاً فنية رائقة، ولكون النص نتاج سرد يطمح لتوصيل الدلالة فقد جعل من الحكاية البناء الرئيسي للنصوص، من خلال التنويع في وحدات السرد وبنياته الدرامية لأحداث القصص.