السبت 05 يوليو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

الِاسْتِغْنَاء بالله عَمَّنْ سِوَاه

Time
الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
View
30
د.خالد الجنفاوي
حوارات

"وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرا" (الطلاق 3).

يستغني الانسان بالله عزّ وجلّ عَمَّنْ سِوَاه عندما يتوكّل عليه حقّ التوكّل، ويعتمد عليه في كل أموره، ويقبل قضاءه، ويرتكن إليه في كل شؤونه الحياتية. ومن دلائل استغناء المرء المسلم العاقل بالله تعالى، نذكر ما يلي:

-التوكّل الحقيقي: يأخذ المسلم العاقل بالأسباب، لكنه في الوقت نفسه يفوّض جميع أمره لله تعالى، ويتّبع سنن الله تبارك وتعالى في الكون، فيتحرّى الرزق الحلال، ويمتنع عن الطمع بما هو محرّم عليه، ولا ينسى أنّ ربّه عزّ وجلّ لا بد أن يكون مدبَّراً لأمره، ولا يشتكي سوى لربّ العباد.

-الِاسْتِغْنَاء عَمَّا فِي أَيدي النَّاس: المسلم العاقل إنسان عفيف، وأبيّ النّفس، ويترفّع عن الالحاح في السؤال عمّا في أيدي الناس، ويقبل ما يشاء له ربّ العباد تمام القبول، ولا يطلب تأييد أو موافقة الآخرين له حتى يشعر بالرِّضا النفسي، ومن يزهد عمّا في أيدي الناس يرتفع قدره لديهم.

- غِنى النَّفْس: الغنى الحقيقي هو غِنى النّفس، فمن هو مكتفٍ بنفسه بدنياً وروحياً وفكرياً هو الانسان الغني حقاً، ويرتكز غنى النّفس على اعتزاز الانسان بذاته الحرّة، وتنزّهه عمّا يشينه من قول أو فعل في حياته الخاصة وفي الحياة العامة، ولا يظهر حاجته أو ضعفه لكائن من كان، فهو يستغني بالله عمّن سواه.

-الصبر على البلاء: قال رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف: "إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإن اللهَ – عز وجل - إذا أَحَبَّ قوما ابتلاهم؛ فمن رَضِيَ فله الرِّضَى، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ"، وغني النفس يرضى بما قسمه له الله عزّ وجلّ من خير، ومن ابتلاء.

- القناعة: ينسب لعلي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) قوله: "أَفادَتني القَناعَةُ كُلَّ عِزٍّ، وَهَل عِزٌّ أَعَزُّ مِنَ القَناعَة، فَصَيِّرها لِنَفسِكَ رَأسُ مالٍ، وَصَيِّر بَعدَها التَقوى بِضاعَه، تَحُز رِبحاً وَتُغني عَن بَخيلٍ، وَتَنعَمُ في الجِنانِ بِصَبرِ ساعَة".

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار