حوارات
(يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) (الحاقة 18).
يُحاسِب المسلم نفسه عندما يُقلِّب صفحات حياته ليرى ما فعله من خير، وما ارتكبه من معاصٍ، وكلما زادت محاسبة النفس على ما فعلت، في ماضيها وحاضرها، كلما تزكّت من الذّنوب والمعاصي، ومن يخاف وعيد ربّه، عزّ وجلّ، يستمر يحاسب نفسه استعداداً للقاء الله تعالى بقلب سليم.
ومن بعض مبادئ محاسبة النفس قبل يوم الحساب الأعظم، نذكر ما يلي:
-المحاسبة عما سلف: ذنوب ومعاصي الماضي لا تختفي فقط لأنّ الفرد قرّر أن ينساها، بل حري به التحلّل من تبعاتها، إمّا عن طريق السعي إلى إصلاح ما دمّرته تلك الذنوب، أو الاستغفار والتصدّق المستمرين، وبالتوبة الصّادقة، ومعاهدة النفس على عدم العودة الى ما هو باطل أخلاقيًّا.
- رَدِّ حُقُوق النَّاس: يغفر الله عزّ وجلّ لمن يشاء، لكن يتوجّب على المسلم العاقل السعي الى ردّ حقوق ومظالم الآخرين عليه، سواء كانت هذه الحقوق والمظالم ماديّة أو معنوية، اذ يجدر به إمّا إرجاعها كاملة، أو أن يتحلّل ممّن أخذها منهم.
-التّقي يحاسب نفسه: كلما اتّقى المرء ربّه، عزّ وجلّ، قلّت سيئاته، وزادت حسناته، وكلما صدق في عبادته لله تعالى زادت خشيته من يوم الحساب الأعظم، واستعدّ له اىستعداداً مناسباً.
-تنقية السّريرة: تشير السّريرة الى ما يكتمه المرء داخل نفسه (النيّة والطَّوِيَّة)، وكلما زادت محاسبته لنفسه نَقِيَ باطنه، وتطهّرت سريرته مما هو باطل، وكلما زادت تلك المحاسبة زاد نقاء باطن الانسان، والله عزّ وجلّ أعلم.
-يوم الحساب الأعظم: يقول المولى عزّ شأنه في كتابه الكريم عن يوم الحساب الأعظم: (قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم) (الواقعة 49-50)، وفي سورة طه (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى) (15)، وفي سورة الأنبياء (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (47)، فهل من متّعظ؟!
كاتب كويتي
DrAljenfawi@