علاقات وثيقة بوشائج المحبة بين الكويت والإمارات، يجسدها حوار دائم بين الجانبين، ولقاءات على أعلى المستويات، تبرهن مدى الاهتمام الكبير الذي يوليانه لتطوير علاقاتهما.
وفي هذا الإطار، جاءت زيارة رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى الكويت الشقيقة تلبية لدعوة من أخيه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، لتعكس تميز العلاقات بين الدولتين الشقيقتين، وهي علاقات تزداد رسوخاً في ظل الاهتمام الخاص الذي توليه القيادتان الرشيدتان في الدولتين لتطويرها وجعلها نموذجا يُحتذى به بين الدول العربية الشقيقة.
وقد وصف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذه العلاقات الأخوية المتجذرة بقوله: "تربطنا بالكويت علاقات أخوية تاريخية تقوم على أسس راسخة من التفاهم والاحترام على المستويين الرسمي والشعبي، ونحن حريصون على العمل معاً على تقوية هذه العلاقات وتنميتها ودعم العمل الخليجي المشترك، وتعزيز أسس الاستقرار والازدهار في المنطقة لمصلحة شعوبها كافة".
وقد سبق ذلك زيارة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى دولة الإمارات، في مارس الماضي،وصدر في ختامها بيان مشترك أكد متانة العلاقات بين البلدين.
ترتبط الإمارات والكويت بعلاقات وثيقة على الصعد المختلفة، وقد كانت الكويت من أوائل الدول التي أقامت علاقات رسمية وديبلوماسية مع الإمارات بعد قيام اتحاد الدولة في عام 1971، وافتتحت سفارة الدولة لدى الكويت في عام 1972، وسفارة الكويت في أبوظبي في العام ذاته.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً على مدى العقود الماضية، وتضمن التعاون بينهما مجالات عدة بارزة، ما أسفر عن عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة.
وتواصل الكويت والإمارات توسيع آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية بينهما، واستثمار الفرص المتاحة في البلدين، واستكشاف وتطوير الفرص الاقتصادية في ضوء رؤيتي "رؤية الكويت 2035" و"نحن الإمارات 2031" التنمويتين.
وتحتل الإمارات المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مستقبل لصادرات الكويت غير النفطية مستحوذة وحدها على 22 في المئة من الصادرات الكويتية إلى العالم، وفي الوقت نفسه تأتي الإمارات في المركز الثالث لأهم أسواق الواردات الكويتية بعد الصين والولايات المتحدة.
ويحرص البلدان على التنسيق العالي المستوى حيال جميع القضايا الثنائية والعربية والدولية، بما يخدم مصلحة الجانبين ويعزز وحدة وتماسك البيت الخليجي خصوصاً، والعربي عموماً، إذ يتشارك البلدان رؤية مشتركة للسلام والاستقرار في المنطقة، ويؤديان دوراً نشطاً في تشجيع الحوار الديبلوماسي، اذ تدعو كل من الكويت والإمارات إلى إيجاد سبل ديبلوماسية لحل النزاعات الإقليمية، والحفاظ على موقف يتماشى مع القوانين الدولية، ومنع أي تصعيد إضافي في المنطقة، كما تؤدي البلدان دوراً فعالاً في دعم الحلول السلمية للصراعات الحالية في المنطقة، بالتعاون مع المجتمعين الإقليمي والدولي.
وترجمت دولة الإمارات حجم ومتانة العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين بموقفها المشرف أثناء احتلال الكويت، فقد استضافت الإمارات آلاف الأسر الكويتية على أرضها، بينما شاركت القوات المسلحة الإماراتية في حرب تحرير الكويت؛ ولأن الكويت أرض الخير، فلم ينس أهلها وقفة الإمارات وجيشها الباسل إلى جانبهم في محنة الغزو العراقي عام 1990، والاشهر التي تلتها وصولاً إلى تحريرها، فقد قدّمت دولة الإمارات 8 شهداء دفاعاً عن الحق والشرعية، ومبادئ حُسن الجوار.
وتكريسا لمتانة العلاقات بين البلدين، والرغبة في الانطلاق بها نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق، وقّع البلدان على اتفاقية إنشاء "اللجنة المشتركة" للتعاون الثنائي عام 2006 في مدينة الكويت، وعقدت اللجنة عدداً من الاجتماعات التي جرى خلالها التوقيع على برامج واتفاقيات عدة لتعزيز التعاون بين البلدي، ومنذ توقيع البلدين على اتفاقية إنشاء "اللجنة المشتركة"، شهد البلدان خطوات أسهمت في ترسيخ العلاقات الثنائية بين الإمارات والكويت والانطلاق بها نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق.
كاتب مصري