حوارا
يتحسّر الانسان عندما يندم بشدّة، وبشكل مستمر، على ما ارتكبه من أخطاء في حقّ نفسه أو حقّ الآخرين.
وعندما يتحوّل الشعور بالنّدم حسرة، يؤدّي هذا الأمر الى إنهاك الإنسان داخلياً، ومن بعض أسباب تحوّل الشعور الطبيعي بالنّدم على الأخطاء الشخصية حسرة محرقة، وربما مهلكة، وكيفية التعامل البنّاء مع ما حدث من أخطاء في الماضي، نذكر ما يلي:
الحسرة وشدَّة الحزن: يبدأ الشعور بالحسرة بالغضب الشديد على إرتكاب خطأ شخصي مصيريّ، ومع مرور الوقت، وبعد إنقضاء ثورة الغضب، ربما يتحوّل شعوراً دائماً بالغمّ في القلب المكلوم.
-الأسباب: يشعر الفرد بالحسرة على ما فاته، لا سيما على ما ارتكبه في حقّ نفسه من أخطاء شخصية جسيمة، وبدلاً من التمعّن الفكريّ العميق بالأسباب، يختار المرء بدلاً عن ذلك لوم وجلد ذاته بشكل مرضي، وبسبب فقدانه مهارة التعامل البنّاء مع الضغوط النفسية الشديدة، أو النكبات الفردية أو الاجتماعية، التي يتعرّض لها في حياته، يميل المُتَحَسِّر الى فقدان الأمل في نفسه، وفي إمكانية إعادة أمور حياته الى نصابها، فيتحوّل ندمه الطبيعي لوعة حارقة في قلبه، وربما بسبب التعرّض لتربية أسرية سلبية، لم يستطيع فيها الوالدان تعليم أبنائهم مهارات التفكير السليم.
-الحسرة تأكل القلب: يأكل الشعور بالهمّ والحزن والغمّ المستمر قلب الانسان مجازياً وربما حرفياً، فكلما تفاقم شعور الفرد بالضغط النفسيّ الشديد، وعجز عن تفريغه بشكل صحِّي، زاد الضغط على عضلات قلبه، وزاد ضخ الدم في أوعيته الدموية، وضاق تنفّسه ما يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم وإتلاف الشرايين وإضعاف جهاز المناعة، وربما يؤدي الشعور المتواصل بالحسرة الى الذبحة الصدرية.
-التعامل البنّاء مع أخطاء الماضي: الطريقة الأفضل والأكثر عقلانية للتعامل مع الأخطاء الشخصية التي ارتكبها الفرد تتمثل في عقد العزم على عدم تكرارها، والتعلّم منها عن طريق تفادي طريقة التفكير التي أدّت الى إرتكابها.
كذلك ربما عن طريق نصح الأفراد المقرّبين على الاستفادة من تجاربه الشخصية، وبتطوير طريقة تفكيره عن طريق الحرص على رؤية الأمور الحياتية من جانب أوسع.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi