الاثنين 02 يونيو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 أحمد الدواس
كل الآراء

إصلاح أحوالنا المحلية... هل نعيش الخيال أم الواقع؟

Time
الخميس 14 نوفمبر 2024
View
70
أحمد الدواس
مختصر مفيد

ركبت قطاراً في أمستردام في إبريل 2010، لينطلق نحو باريس، مروراً ببلجيكا، ولما تحرك القطار بعد الساعة 12 ظهراً، كان مريحاً للغاية، فدخل بلجيكا وخرج منها خلال نصف ساعة، ولما دخلنا شمال فرنسا زاد من سرعته فانطلق كالسهم، لأن بعض المنازل في الريف الفرنسي كانت بعيدة عن خط سيره، لكنها كانت صورها تمر بسرعة ملحوظة، ووصلت محطة باريس الساعة الخامسة عصراً.

نقول هذا الكلام، لأن مجلس الوزراء كلف قبل سنتين هيئة الطرق باستعجال تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع القطار، الذي سيربط بلدنا ببلدان الخليج، وهي فكرة ممتازة، فهو بديل عن قيادة السيارة، فلا يضطر المواطن لقيادة سيارته نحو خمس ساعات للوصول الى البحرين، مثلا، وبإمكانه ان يستقل القطار في كل وقت، حتى في نهاية الأسبوع وفي العطل الرسمية، ولا يشترط شراء تذكرة طيران، قد يكون سعرها أعلى من تذكرة القطار.

وبذلك يتحرك رعايا "مجلس التعاون" الخليجي بين دوله عبر القطارات، بدلا من السيارات، وما يعترضها من مشكلات، قد تكون خطرة، أثناء الطريق.

أذكر في ستينيات القرن الماضي كنا نسافر في السيارة الى لبنان، فنمر في العراق ثم الاردن وسورية، لكن عندما ترتبط شبكة القطارالكويتي بنظيرتها شبكات الدول العربية، يمكن للجميع التنقل بالقطارات من دون استخدام السيارات والطائرات.

كذلك كلف مجلس الوزراء "البلدية" تطوير كورنيش الجهراء، والواجهة البحرية لساحل الصليبخات، ونرجو تجميل مدينة الكويت، لتكون متنفسا للكويتيين وضيوفهم.

لا نكاد نصدق، أخيراً التفتت الحكومة للشأن الداخلي، وللإصلاحات المحلية، فهل تستكثرون على الكويت قطاراً يحمل ركاباً للبلدان المجاورة، أوزرع أشجار، أو تجميل العاصمة؟

من المعروف ان الرياح الشمالية الغربية تهب على الكويت معظم أيام السنة، بعد مرورها على صحراء كبرى تمتد مئات الكيلومترات حتى بادية الشام، لذلك تصلنا في الكويت حارة للغاية، لكن لوتم زرع شمال وشمال غرب الكويت بما يزيد عن مليون شجرة، مثمرة أو يُستظل تحتها، مع توفير المياه لهذه الأراضي، بأي طريقة تخطر على بال مختص في البيئة أو الزراعة، فان الأشجار سوف تغير المناخ بشكل أفضل.

فما المانع مثلا لوطلبنا من الصين أن تبني لنا سداً من الأشجار، فقد أنشأت مشروع "أشجار السد الأخضر العظيم" للتخلص من مشكلة التصحر، ومنذ العام 1978 استطاع الصينيون زرع أكثر من 66 مليار شجرة، ومن المقرر ان ينتهي المشروع في العام 2050، على امتداد أرض بطول 4500 كيلومتر في شمال الصين، بينما بلدنا صغير المساحة يمكن إدارته بسواعدنا جميعا، وربما تنفعنا هذه الفكرة لكي نخفض حرارة الطقس، ونزيد أرضنا مساحة خضراء.

في عام 1966 كنت فتى عمره 16 سنة، يحب المواد العلمية، كالتصوير الفوتوغرافي، وكنت أشتري من محل أشرف في شارع فهد السالم مسحوقا كيماوياً لتحميض شريط الفيلم الأبيض والأسود وطباعة الصور بجهاز خاص، وهي فكرة بسيطة، لكنني قرأت عن الأرصاد الجوية، فلفت انتباهي فكرة المطر الاصطناعي، وهو أسلوب بسيط للغاية، باستخدام دخان النار، ونسميه في الكويت "سنون"، وهو الدخان الناتج عن حرق الفحم أو الخشب، خذ منه كمية ما بأي طريقة كانت، واركب طائرة بمروحة أو اثنتين، وانطلق في جو السماء بارتفاع نحو خمسة كيلومترات أو أكثر قليلا، ثم انثر المسحوق في الجو، وانتظر قليلا وسوف تتشكل الغيوم فيما بعد، لأن المادة الكيماوية الموجودة في "السنون" مكونة من ذرات دقيقة تتفاعل مع غاز السماء فوق البلد، ما يشكل السحب، ثم المطر، فإن لم يهطل المطر، فعلى الأقل تحجب السحب أشعة الشمس، ما يخفف من درجة الحرارة العالية.

تكنولوجيا استمطار الغيوم تقدمت على مر السنين، وتستخدمها السعودية والامارات.

[email protected]

آخر الأخبار