مختصون طالبوا عبر "السياسة" بتعاون وزارات التربية والأوقاف والصحة مع "الداخلية" لاجتثاثها
ناجح بلال
- اللواء بدر الغضوري: إذا بحثت عن دوافع الجرائم العائلية "اسأل عن الإدمان"
- د.خضر البارون: المدمن قد يبيع شرفه ويقتل أقرب الناس إليه
- حمدان النمشان: جرائم المخدرات تجاوزت نسبتها %60 خلال سنوات
- د.أحمد سلامة: الطلاق يقود لإدمان الأبناء فتزداد الجرائم العائلية
فتحت جريمة القتل المروعة التي وقعت مؤخرا في منطقة صباح السالم وراح ضحيتها مواطنة في العقد الرابع من عمرها على يد ابنها البالغ من العمر 28 عاما وإصابة شقيقه البالغ من العمر 10 سنوات فتحت الباب واسعا للوقوف على أسباب تزايد معدلات الجرائم العائلية في البلاد.
وطالب عدد من المختصين في تحقيق لـ"السياسة " بسرعة معالجة الأسباب التي تساهم في زيادة معدلات الادمان في البلاد، مؤكدين أن جهود وزارة الداخلية في محاربة الإدمان والاتجار في المخدرات واضحة ولكن اليد الواحدة لاتصفق، ولذا يجب تعاون جميع الوزارات والجهات للحد من تنامي هذه الظاهرة، مشيرين في الوقت نفسه الى أن المدمن في البيت بمثابة سكين مسنونة لارتكاب الجريمة العائلية في أي وقت، وفيما يلي التفاصيل:
بداية، أرجع مدير الادارة العامة للمخدارات السابق بدر الغضوري جريمة القتل التي وقعت أول من أمس وراح ضحيتها مواطنة الى تزايد حالات تعاطي المخدرات أوالاتجار فيها رغم الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية، مشددا على أهمية محاربة تلك الآفة التي تشكل إحدى أبرز الوسائل التي تهدم قيم وسلوكيات الشباب.
قضايا المخدرات
وأوضح الغضوري أن دوافع جرائم القتل في السابق كان يقال عنها:" إسأل عن المرأة " ولكن يقال عنها الآن:"إسأل عن المخدرات " في ظل ازديادة معدلات الإدمان، لافتا الى أنه التقى عددا من المحامين وأكدوا له أن قضايا المخدرات أصبحت تشكل نحو 60% في "رولات" المحاكم على الرغم من أنها في السابق كانت تتراوح بين 40 إلى 45%.
أصدقاء السوء
وأشار الغضوري إلى أن البطالة تلعب دورا كبيرا في زيادة التعاطي خاصة لمن يحصلون على دعم العمالة بلا عمل، فضلا عن أصدقاء السوء، مشددا على أهمية تكثيف معالجة سلوكيات المدمنين وتجار المخدرات في السجون بصورة أعلى لاسيما أن الشاب الذي قتل والدته في منطقة صباح السالم ارتكبها بعد خروجه من السجن بمدة قصيرة جدا.
دور المدارس
وأعرب الغضوري عن أسفه لغياب دور المدارس الحكومية والخاصة في تقديم البرامج التوعوية والوقائية لتحصين التلاميذ والطلاب من براثن الإدمان، موضحا أن هناك محاضرات تتم أحيانا في بعض المدارس عن المخدرات ولكنها مع الأسف تعد من الجهود المشتتة خاصة أن بعض المدارس تقدمها لتثبت دورها في مكافحة الظاهر حتى أصبحت روتينية ولذا لا تحقق النتائج المأمولة منها.
تكثيف المراقبة
ولفت إلى أهمية مخاطبة وزارة التربية المدارس بضرورة تكثيف المتابعة والمراقبة الدقيقة من قبل المختصين النفسيين والاجتماعيين للطلاب بصورة أكثر دقة مع ضرورة إدخال هؤلاء المختصين في دورات تدريبية حول هذا الأمر.
"التربية" و"الأوقاف"
ودعا وزارة التربية الى إعطاء كل طالب استبيان لأسرته توضح فيه الحالة الاجتماعية وكل ما يخصه من النواحي السلوكية والبيئية، مشددا على أهمية تفعيل دور وزارة الاوقاف من خلال تكثيف المحاضرات والمنتديات لتوعية أولياء الأمور والطلاب من خطورة الإدمان مع ضرورة غرس القيم الدينية في نفوس الابناء.
معدلات الطلاق
وطالب وزارة الصحة بضرورة زيادة مراكز علاج الإدمان من أجل استيعاب كافة من يعانون من الادمان، مشددا على أهمية تفاعل مؤسسات المجتمع المدني في البلاد لمناقشة الاسباب التي تساهم في زيادة معدلات الطلاق في البلاد، مؤكدا أن ارتفاع معدلات الطلاق يعد من الأسباب الرئيسية لانحراف الابناء وجنوحهم نحو الادمان.
دوافع كثيرة
من جهته، أكد أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د. خضر البارون أن جرائم القتل وخاصة العائلية وراءها الكثير من الدوافع منها زيادة معدلات الادمان حيث أن المدمن الذي لم يجد المال لشراء المواد المخدرة فقد يدفعه ذلك الأمر للقتل على غرار الشاب الذي قتل أمه مؤخرا في إشارة الى أن الإدمان هو سلاح القتل قبل أن تكون السكين أو الأداة التي يقتل بها المدمن.
أضاف: قد يتجه المدمن لبيع وطنه أو للسرقة وقد يبيع شرفه أو يقدم زوجته أو ابنته أو شقيقته لتاجر المخدرات من أجل الحصول على جرعة مخدر لأنه وقع في براثن هذه الافة، مبينا أن عقل الشاب الذي قتل والدته مؤخرا لم يكن مغيبا ولكن كان يسيطر عليه الحصول على المال لشراء مواد المخدرات بأي وسيلة.
زياد الإنفاق
وقال د. البارون أن من أسباب الادمان كذلك زيادة الانفاق على الابناء دون رقابة فضلا عن الفراغ والملل الذي يعاني منه البعض ولذا يجب توظيف الشباب عقب التخرج، لافتا الى أن الإحباط المتعلق بالعجز الجنسي لدى البعض قد يدفعهم البعض نحو الادمان بالاضافة لأصدقاء السوء، مضيفا هناك فئة من المديونين أو ممن فشلوا في تجربة حب عاطفية أو أم ممن فشلوا في الدراسة يلجؤون للمخدرات للهروب من الواقع.
مؤشرات الإدمان
وأشار د. البارون إلى أن من مؤشرات الادمان التي يجب أن تلاحظها الأسرة على الابناء: كثرة الإلحاح على طلب المال، فضلا عن إنطواء الابن دائما وانعزاله في الغرفة بالإضافة لوجود أثار وخذ الإبر في ذراعه، اختفاء الاموال والمجوهرات في البيت ووجود سيلان من فمه بصورة دائمة ووجود "ملاعق " صغيرة عليها آثار حرق في غرفته أو في المطبخ بالاضافة لتعمده الغياب عن البيت لأكثر من يومين.
جريمة بشعة
من جانبه، وصف مستشار جمعية الصحافيين الكويتية المحامي حمدان النمشان جريمة قتل الشاب لوالدته أمس بالبشعة، مؤكدا أن الأم أوصى الاسلام ببرها فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ يعني: صحبتي، قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك".
وأوضح النمشان أن سلوك هذا الشاب الذي قتل أمه من أجل شراء المخدرات أو خلافه، يؤكد مدى غياب عقله تماما عن الواقع حيث إنه أراد الحصول على المال بأي طريقة كانت حتى ولو على حساب قتل أمه وشقيقه.
القيم الإسلامية
وشدد على أهمية مراقبة الاسر لأولادها منذ الصغر وتربيتهم على القيم الاسلامية خاصة أن أغلب القضايا في المحاكم اليوم تتعلق بالمخدرات سواء الادمان أو الاتجار في المخدرات حتى تجاوزت نسبتها 60% خلال السنوات الأخيرة، مشيرا الى أن الدولة تقوم بمجهود كبير من خلال وزارة الداخلية ولكن بكل أسف مازالت تنتشر المخدرات بسبب ابتكار مافيا الاتجار في المخدرات طرقا جديدة في تهريب المخدرات.
وأعرب النمشان عن أسفه لاستغلال فئة قليلة من المحامين الثغرات القانونية في علمية الضبط وبهذا يفلت المتهم من العقوبة، مبينا أن الاحكام تبنى على اليقين والجزم وليس على الشك الجرائم العائلية.
غياب الأسرة
الى ذلك، ربط الخبير في العلوم الاجتماعية د. أحمد سلامة بين تزايد معدلات الادمان في البلاد وبين ارتفاع معدلات الجرائم العائلية، مبينا أن هدف المدمن من الجريمة العائلية الحصول على المال بأي وسيلة خاصة عندما تتحكم المواد المخدرة في جسده بصورة قوية
وذكر أن بداية اكتساب المراهقين السلوكيات الإجرامية يكون من خلال أصدقاء السوء فضلا عن تزايد معدلات الطلاق التي تسبب تشتت الابناء مما قد يدفع بالكثير منهم نحو الادمان في ظل غياب الأسرة.
وطالب بضرورة تكاتف مؤسسات المجتمع المدني في البلاد من خلال عقد المنتديات والمحاضرات للتوعية من أخطار المخدرات مع ضرورة التوعية داخل المدراس ومن خلال وسائل الاعلام، مؤكدا أن معظم دوافع جرائم القتل التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة الإدمان والمؤثرات العقلية حيث تسبب لهم تسببت فقدان الإدراك العقلي.
مؤشرات للإدمان 5
1- وجود ملاعق عليها أثار حرق
2- اختفاء الأموال والمجوهرات من البيت
3- وجود وخز إبر في ذراع الطفل أو المراهق
4- انعزال الطفل وقضاء معظم وقته في غرفته
5- كثرة الالحاح على طلب الأموال
835 حالة طلاق في شهر
أشار اللواء الغضوري إلى أن الجمعية الكويتية للوقاية من التفكك الأسري كشفت عن إحصائية الزواج والطلاق لشهر يوليو 2024 بلغت نحو 835 حالة طلاق استنادا لإحصاءات وزارة العدل لافتة الى أن إجمالي حالات الزواج خلال الشهر نفسه بلغت 1314 حالة.
3524 قضية مخدرات في 2023
كشف الكتاب الاحصائي السنوي لعام 2023 الصادر عن وزارة العدل عن أن إجمالي أحكام جرائم المخدرات والمؤثرات العقلية الصادرة عن محكمة الاستئناف تحديدا خلال العام 2023 بلغت 3524 قضية منها 41 قضية مختصة بصناعة أو زراعة المخدرات بقصد الاتجار و558 قضية حيازة المخدرات بقصد الاتجار و2289 حيازة مخدرات بقصد التعاطي و33 قضية تتعلق بصناعة المؤثرات العقلية بقصد الاتجار و45 قضية حيازة مؤثرات عقلية بقصد الاتجار ونحو 517 قضية حيازة مؤثرات عقلية بقصد التعاطي و5 قضايا تتعلق بحيازة خمور بقصد الاتجار و4 حالات تتعلق بصناعة الخمور بقصد الاتجار وحالة واحدة نتيجة تعاطي مخدرات وهناك 31 قضية أخرى متعلقة بالمخدرات.
8 مطالب لمواجهة الإدمان والإتجار بالمخدرات
تكثيف التوعية في المدارس
إدخال الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين في المدارس في دورات تدريبية
تكاتف مؤسسات المجتمع المدني من خلال عقد المنتديات والمحاضرات للتوعية من المخدرات
تفعيل دور وزارة الاوقاف من خلال المحاضرات الدينية
مراقبة الاسر لأولادها منذ الصغر وتربيتهم على القيم الاسلامية
تزايد الانفاق على الابناء الصغار بصورة مبالغ فيها
القضاء على البطالة
معالجة الثغرات القانونية التي تسهم في إفلات المجرم من العقاب
د.أحمد سلامة
د.خضر البارون
اللواء بدر الغضوري
حمدان النمشان
