وقف الرحلات الجوية إلى الكويت، الذي أعلنته الخطوط الجوية البريطانية سينفذ في مارس المقبل، وقد سبقه وقف رحلات الخطوط الهولندية والألمانية، فهذا امر له، دون شك، أسبابه الفنية والتنظيمية.
لكن يتحتم على هيئة الطيران المدني دراسة الأسباب، ومعالجتها حتى لا "تكر المسبحة"، ويصبح مطارنا الجديد فارغاً، ولا يبرر تكاليفه الباهظة، وذلك بعد انتظار طويل، وتوقعات عالية بأن يصبح مركزاً اقليمياً للنقل الجوي.
لا شك أن وقف الرحلات المتتالي محبط للتوقعات، ويؤدي الى مخاوف بشأن مستقبل النقل الجوي الكويتي، فهل أوضاعنا افتقدت جاذبية السائح، والمستثمر، والناقل الجوي، الى حد وقف رحلات خطوط جوية كبرى الى الكويت؟
في تصريح نشر في الصحف لأحد الخبراء الكويتيين أشار فيه إلى عدد من الأسباب الفنية لوقف الرحلات المذكورة، وهي أسباب يجب معالجتها مبكراً من هيئة الطيران المدني، لضمان جاذبية مطارنا الجديد للنقل الجوي العالمي.
وإذا كان صحيحاً ما ذكره الخبير المذكور بأن ذلك يصب في مصلحة الناقل الوطني الكويتي، إلا أنه قد لا يصب في مصلحة الكويت.
أن الأمر، في تقديري، ربما لا يقف عند ذلك، بل ربما يتجاوزه بكثير، فالجاذبية للرحلات الجوية هي جزء من جاذبية أوسع، ومنها جاذبية الاستثمار الأجنبي، وجاذبية العمالة الماهرة، وجاذبية السياحة، ويمتد ذلك ليشمل أموراً أخرى، فهل تلك الأنواع من الجاذبية متوفرة، وهل مقوماتها متوافرة؟
إن تبوؤ مطارنا الجديد مركزاً اقليمياً متقدماً لا ينحصر في مرافق وخدمات المطار فقط، رغم أهميتها، لكن في قدرتنا، وامكاناتنا، وخططنا للنهوض بأوضاعنا الحالية، والله ولي التوفيق.