السبت 02 أغسطس 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 بسام القصاص
كل الآراء

الكويت وعُمان... علاقات راسخة لا تحتاج لتأكيد

Time
الأحد 17 نوفمبر 2024
بسام القصاص

لا تحتاج العلاقات بين الكويت وسلطنة عمان إلى ما يؤكدها، فقد تجاوزت هذا المستوى منذ سنوات طويلة، وتحولت نموذجاً يحتذى في العلاقات الثنائية بين الأشقاء؛ فالراسخ لا يحتاج إلى تأكيد أبداً، إنما يحتاج إلى مواكبة للتطورات التي يشهدها العالم، وإلى تطلعات الشعبين الشقيقين.

لذلك وفي العيد الوطني الرابع والخمسين لسلطنة عُمان الشقيقة تنتعش العلاقات الثنائية، وتتفتح أفكار جديدة لمزيد من الترسيخ لها، سواء في التفاهمات السياسية للأحداث الجارية، أو في المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تربط مصيري البلدين الشقيقين، وتلبي طموحات الشعبين الأخوين، نظراً لما يربط بين قيادتيهما من روابط قوية تلمع كالذهب، فصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، تربطهما علاقات أخوية متينة وروابط وثيقة ووشائج عميقة. يمكن للمتتبع للعلاقات الكويتية - العُمانية أنّ يلمح بوضوح قوتها ومتانتها، إذ كانت سلطنة عمان هي ثاني زيارة خارجية لسمو الأمير (فبراير 2024) منذ تولّيه مقاليد الحكم في البلاد، تلتها زيارة السلطان هيثم بن طارق (مايو 2024) إلى الكويت.

وهو ما يدل على تتويج العلاقات الأخوية المتينة، والروابط الوثيقة بين الكويت وسلطنة عُمان الشقيقة، بخطى متتابعة وملموسة نحو الغايات المرسومة لها سواء على المستوى الثنائي، أو في إطار التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودعم خطاها لتتمكن من ترجمة ما يجمع بين الدولتين والشعبين الشقيقين من روابط ومصالح مشتركة ومتبادلة.

ويرتبط تاريخ العلاقات الكويتية- العمانية بتاريخ وجود الشعبين الشقيقين قبل قرون عديدة كل في أرضه ودياره، لا سيما ما يتصل بالعلاقات التجارية البحرية التي جمعت بين تجار البلدين طوال القرون الماضية. إضافة إلى تلك العلاقات التاريخية، يرتبط البلدان بعلاقات، سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية، تشهد تطوراً مستمراً بفضل توجيهات القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين، وحرصهما على تعزيزها في شتى المجالات، حيث تلتقي سلطنة عمان ودولة الكويت في سعيهما الدائم نحو تكريس خطاب السلام، والأمن، والاستقرار في المنطقة، والبُعد بها عن أي صراعات إقليمية المنشأ أو ضمن التحولات الكبرى التي يشهدها العالم. وعبر الكثير من التجارب عُرِفت الكويت وسلطنة عُمان بأنهما دولتان محابتان للسلام، ساعيتان إلى ترسيخه خصوصا في الإقليم المحيط بمنطقة الخليج العربي.

وتجلت مواقف سلطنة عمان المبدئية والمشرفة تجاه قضايا الكويت بأعلى صورها إبان محنتها عام 1990 خلال غزو النظام العراقي، حينما وقفت السلطنة مع الحق الكويتي، وساهمت في حرب تحرير الكويت في فبراير 1991، واحتضنت عددًا كبيرًا من مواطنيها أثناء فترة الاحتلال وقدمت لهم كل التسهيلات.

وحول العلاقات الاقتصادية ترتبط الدولتان بعلاقات اقتصادية آخذة في النمو، إذ بلغ الاستثمار الكويتي المباشر في السلطنة حتى نهاية سبتمبر 2023 نحو 2.4 مليار دولار كما بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي أكثر من 124 مليون دينار كويتي (403.32 مليون دولار) خلال 2023.

خلال زيارة سمو أمير الكويت الى عُمان في فبراير الماضي، افتتح مع السلطان هيثم مصفاة الدقم، وهي أكبر مشروع مشترك بين البلدين، ويقع في منطقة الدقم المطلة على بحر العرب على بُعد نحو 530 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة مسقط.

أمّا على المستوى الاجتماعي فإن العلاقات بين البلدين قديمة جدا وجذورها تمتد إلى جذور تاريخية ارتبطت كثيرا بخطوط التجارة البحرية بين عُمان وبين شمال الخليج العربي بما في ذلك الكويت.

كاتب مصري

آخر الأخبار