الاثنين 15 ديسمبر 2025
16°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

التَّكَبُّر: لا يَفُلُّ الْحَدِيدَ إِلاَّ الْحَدِيد

Time
الأحد 17 نوفمبر 2024
د.خالد الجنفاوي
حوارات

"وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ" (الحجر 26).

تدلّ نزعة التَّكَبُّرِ على إحساس صاحبها أنه متميّزٌ، عرقيّاً أو طبقيّاً أو فئويّاً أو ثقافيّاً، عن باقي البشر، ومن علامات وأسباب الإصابة بهذه الحالة النفسية المضطربة، وكيفية التعامل مع من هو متكبّر، نذكر ما يلي:

-العلامات: يستعمل المتكبّر خطاباً فوقياً تجاه من هو مختلف عنه، لا سيما من هو أقلّ منه حظاً في الدنيا، وتتّصف سلوكياته بالتكبّر وأحياناً بالعنجهيّة المثيرة للاشمئزاز، وبخشونة التعامل مع من يفتقد "مقوّمات القوة" التي يعتقد المتكبّر أنه يمتلكها هو وحده.

ويظهر عليه أيضاً، وكأنه يتكلّم من أنفه، بسبب إحتقاره للآخرين المختلفين عنه، وبتبختره بسبب إعجابه الشديد بنفسه.

-أسباب التَّكَبُّر: لا يتكبّر على الناس سوى من يعاني من مركّب شديد التعقيد من الدونيّة، والشعور الشديد بالنقص، وربما بسبب تعرّضه لتربية أسريّة مضطربة على أيدي والدين متعالين وفوقيّين ومتكبّرين، وبسبب مخالطته لمن يشابهه في الطبع النرجسيّ المتعالي. وربما بسبب قلّة تعرّضه لمن يعرف كيف يتعامل معه بشكل مناسب، او بسبب التّرف المعيشي المُفرِط، وعدم تقدير المتكبّر لما هو فيه من نِعَمْ، او كفرانه بهذه النِّعَم ما ينتج عنه البَطَرُ الذي يقود الى التكبّر.

او لاعتقاد المتكبّر بملائكيته، والعياذ بالله، وبسبب ترسّخ سوء الظنّ بالناس، وغياب المودّة في الحياة الخاصة، والشعور بالعزلة الاجتماعية، والسعي الى تعويضها بشكل معوجّ (الاستعلاء والفوقيّة)، او الجهل بحقائق الحياة، مثل ما قال أبو العتاهية: "ما طارَ طَيرٌ فَاِرتَفَع، إِلّا كَما طارَ وَقَع."

-التعامل مع المُتكبِّر: يقول المولى عزّ وجلّ عن المتكبّرين في كتابه الكريم: "سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ"(الأعراف 146).

ربما يفيد أحياناً تجاهل المتكبّر في التخفيف من تأثيره السلبي على الآخرين، لكنّ بعض هؤلاء النفر المضطرب وقح للغاية، وكأنّه تجاوز مرحلة الاعجاب الشديد بالنفس، الى مرحلة الازدراء المتعمّد تجاه الآخرين المختلفين.

وفي هذه الحالة ربما ينفع استعمال أسلوب نفسه التكبّر معهم، "فلا يَفُلُّ الْحَدِيدَ إِلاَّ الْحَدِيدُ".

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار