الخميس 21 نوفمبر 2024
25°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
18 نوفمبر يومٌ مفصليٌّ في تاريخ السلطنة
play icon
د.صالح بن عامر الخروصي
مناسبات

18 نوفمبر يومٌ مفصليٌّ في تاريخ السلطنة

Time
الأحد 17 نوفمبر 2024
View
70
د.صالح بن عامر الخروصي

تحتفل بلادي، سلطنة عُمان، في هذا اليوم 18 نوفمبر 2024 بالذكرى الـ54 للنهضة الحديثة، التي بدأها السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، في العام 1970، ويستكملها جلالة السلطان هيثم بن طارق، حفظه الله ورعاه، من مستهل العام 2020.

هذا اليوم، يمثل علامة فارقة في تاريخ عُمان المعاصر، إذ كان مُستهلاً لتحقيق البلاد إنجازات كثيرة بارزة، منذ العام 1970، في مختلف جوانب الحياة، أعادت لها مكانتها إقليمياً ودولياً. ولا عجب في ذلك، فعُمان منذ فجر التاريخ رائدة بمكانتها الحضارية بين الأمم، ومتميزة بموقعها الجغرافي الستراتيجي في المنطقة والعالم.

ولا شك أن هذا الموقع الجغرافي الستراتيجي منح سلطنة عُمان دوراً بارزاً، بوأها ريادة الملاحة والتجارة على الصعيد العالمي، وأسهم، تالياً، في تنامي علاقاتها مع جميع القوى الإقليمية والدولية.

إن المسيرة المشرقة لسلطنة عُمان، خلال الـ50 عاماً الماضية، تؤكد أنها انطلقت من قاعدة صلبة، واستمرت خلال السنوات الأربع الماضية في تحقيق معدلات نمو جيدة، وزيادة في الإيرادات العامة، نتج عنها فائضٌ تجاوز المليار دولار منذ مطلع العام الحالي حتى شهر أغسطس الماضي، فيما تخطَّى حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة 60 مليار دولار، الأمر الذي انعكس إيجاباً على التصنيف الائتماني للسلطنة.

أما في ميدان السياسة الخارجية، فإن المبادئ التي تنطلق منها سلطنة عُمان، تتمثل في الحياد الإيجابي، والعمل مع المجتمع الدولي على احترام سيادة الدول، والوقوف مع القضايا العادلة، وحق الشعوب في تقرير المصير.

وتُعدُّ العلاقات، التي تربط بين بلادي سلطنة عُمان ودولة الكويت الشقيقة، نموذجاً يُحتذى للعلاقات الأخوية الراسخة، المبنية على أسس من التاريخ المشترك، والرؤى المستقبلية المتماثلة، والرامية في مجملها إلى تحقيق آمال وتطلعات مواطني البلدين الشقيقين.

أما واقع العلاقات الاقتصادية بين عمان والكويت، فيشير وفقاً للأرقام والإحصائيات، إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري، الذي بلغ 281 مليون ريال عماني في العام 2022، ثم تضاعف في العام التالي 2023 ليصل إلى 876 مليون ريال. أما في العام الحالي 2024 فتجاوز، حتى نهاية يوليو الماضي، المليار ريال عماني.

وفي الجانب السياسي، ينسق البلدان جهودهما الديبلوماسية، ويعملان جنباً إلى جنب في انسجام مستمر وتعاون كبير، وهذا ينطبق على مختلف جوانب العمل الثنائي.

ولا شك أن ما تم تحقيقه من تطور وتقدم في كل مجالات العمل الثنائي، كان نتيجة لتوجيهات مباشرة من قائدي البلدين، جلالة السلطان هيثم بن طارق، وأخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله ورعاهما. وقد كُلِّلَت الزيارتان المتبادلتان بين القائدين الكبيرين، خلال العام الحالي، بارتقاء العلاقات الثنائية، وإطلاقها إلى آفاق رحبة، تجسَّدت على أرض الواقع، وكان من ثمارها افتتاح "مصفاة الدقم" بالشراكة بين البلدين الشقيقين. كذلك تم توقيع 18 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجاً تنفيذياً، جرى التوصل إليها جميعاً خلال العامين الحالي والمنصرم، وشملت مجالات اقتصادية وتنموية وثقافية وعلمية، وغيرها، وتم توقيع كثير منها خلال انعقاد الدورتين التاسعة والعاشرة للجنة العُمانية- الكويتية المشتركة.

ختاماً، إننا على يقين تام بأن العلاقات الثنائية بين بلدينا ماضية إلى مزيد من التطور والنماء، لتحقيق تطلعات البلدين والشعبين الشقيقين.

وكل عام والجميع بخير.

سفير سلطنة عمان لدى دولة الكويت

آخر الأخبار