من شيم القادة الكبار متابعة كل صغيرة وكبيرة في بلادهم، كي يقفوا على ما يجري، ويعملون على معالجة الخلل، إذا وجد، عبر توجيهات حازمة للمسؤولين، كما أنهم يكافئون المجتهد، خصوصاً إذا كان متطوعاً، مثل الشاب الكويتي يوسف العمران، الذي استقبله صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، مباركاً عمله التطوعي.
لا شك أن ذلك سيؤدي إلى المزيد من عطاء هذا الشاب، وكذلك سيمنح الأمل للكثير من شباب الكويت كي يخدموا بلادهم من مواقع مختلفة، فالكويت، منذ نحو 50 عاماً، تعاني من الفوضى السياسية التي ساعدت على تعطل المؤسسات، وجعلت الرقابة مغمضة العيون، فزاد الإهمال، وانكفأت المؤسسات، وتقاعس المسؤولون عن العمل، وحتى المبادرات الشبابية لم يكن هناك أي تشجيع لها، لهذا لم يكن هناك أي تحفيز للعمل التطوعي، ولا أيضاً ممارسة الجهات والهيئات دورها، بل تركت على غارب مزاجية المسؤولين.
كل هذا أدى إلى الكثير من عدم المبادرة، إلا إذا كانت نابعة من منطلقات أيديولوجية، أو قبائلية أو طائفية، فتُفرض فرضاً على المؤسسات، بسبب حسابات غير وطنية، إنما أنانية بحت، أو تقوم على معادلات سياسية على مبدأ "شيلني وأشيلك"، وعلى هذا النحو، أيضاً، كانت تجري الممارسة الحكومة والبرلمانية إلى حد أن نحو 400 قانون حيوي تخدم المصلحة الوطنية، وترتقي بالكويت إلى مصاف أفضل، للأسف رُكنت في أدراج مجلس الأمة، وأمانة مجلس الوزراء.
السبب في ذلك أن التشريعات كانت تنطلق من التمصلح الذاتي، أكان في التجنيس، الذي نشهد اليوم كوارثه، أو المزيد من الإنفاق لخدمة الأجندات المشبوهة، فيما في المقابل كان هناك شعار حق يُراد به باطل، وهو عدم المسّ بجيب المواطن، لم يكن المقصود المواطن محدود الدخل، أو متدني الراتب، إنما المزيد من تعزيز ثروات كبار الأغنياء.
في المقابل، كانت هناك تشريعيات تعمل على التشديد في إغلاق البلاد إلى حد تحويلها قندهار وتورا بورا، وهذا بطبيعة الحال لا يخدم مستقبل بلد يبلغ نسبة الشباب فيه نحو 62 في المئة، غالبيتهم لديهم طموحات كبيرة لخدمة بلدهم، لكن هناك من يعرقلهم، وهو ذاك الراغب في تعيين أحد أعوانه، أو نسيب أحد المفاتيح الانتخابية، وغيرها من التعيينات التي "عفست" الإدارة، فيما هاجر الكثير من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من الشباب تحديداً إلى الدول المجاورة.
اليوم اختلفت الحال، لأن العقبة الكبرى التي كانت موجودة أزيلت، وأقصد هنا مجلس الأمة، لكن هذا لا يعني أن ينام مجلس الوزراء على حرير، فهناك القوانين المركونة في الأدراج التي لا بد من نفض الغبار عنها، والعمل على تعديلها بما يخدم الكويت وشعبها، وأن يعمل جميع المسؤولين على تحفيز الشباب على العمل وبذل الجهد.
إن استقبال صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد لذلك الشاب إشارة واضحة إلى أن الكويت وشعبها تحت نظر وسمع سمو الأمير، ورجل العهد قائد الإنقاذ هو القدوة التي لا بد أن يقتدي بها جميع المسؤولين.