الاستهلاك التفاخري

حوارات

يشير المصطلح الاقتصادي "الاستهلاك التفاخري" الى سلوكيّات الانفاق المسرف على أشياء غير ضرورية، بهدف التنافس والتفاخر على الآخرين، ومن أسوأ الأنواع هو ما يمارسه الأشخاص العاديون الذين ليسوا أثرياء، لكن بسبب شغفهم لإظهار تميّزهم الاجتماعي المزيّف، ينغمس بعضهم في الإنفاق الاستهلاكيّ بشكل يفوق إمكانياتهم المالية.

ومن بعض أسباب الاستهلاك التفاخري، وكيفية الاستهلاك بشكل معتدل، نذكر ما يلي:

-الأسباب: يمثل عدم الاكتراث بوضع ميزانية للأسرة أحد أسباب الانغماس في الاستهلاك التفاخري، وذلك بسبب الرغبة النرجسية في التنافس مع من ينتمون للطبقة الاجتماعية نفسها.

او بسبب السعي الى تعويض عقد النّقص والشعور بالدونية مقابل الأثرياء، وبسبب إنغماس الانسان في البطر، ولضحالة تفكيره الشخصيّ، ولضعف تحمّل المسؤوليات المالية والأخلاقية تجاه النفس والأسرة، او ضعف التفكير السليم عند المُستهلِك التفاخري.

وربما بسبب عدم نضوجه النفسيّ، او بسبب سوء التربية الأسرية التي تعرّض لها في مرحلة الطفولة على أيدي والدين لم يغرسا في عقول أبنائهما وبناتهما السلوكيات العقلانية والوسطية، ولم يحرصا على تعليمهم كيفية تحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه أنفسهم.

وبسبب فقدان مهارات التفكير السليم، وللانغماس المستمر في الاستهلاك، وربطه بالشعور بالسعادة المزيّفة، وبسبب غلبة تصرّفات الكفر بالنِّعَم في شخصية الانسان، وضعف تقديره لذاته وربطه احترامه لنفسه بمظاهر الثراء المزيّف.

-بدائل الاستهلاك التفاخري: يجدر بالإنسان العاقل الذي يدرك طبيعة التغيرات الاقتصادية المفاجئة في عالم اليوم المضطرب، أن يمارس سلوكيات صرف وإستهلاك معتدلة ووسطية، فلا ينفق المرء العاقل ماله على ما لا يحتاجه بشكل ضروري في حياته، اذ حري به الاكتفاء بالحدّ الأدنى من الاستهلاك بهدف توفير المال، وبقصد تخفيف الأعباء النفسية السلبية التي تنتج عن الانغماس المفرط في الاستهلاك التفاخري.

وبتعلّم القناعة وممارستها في الحياة اليومية، وبوضع ميزانية فردية أو أسرية تتوافق مع الدخل الشهري، وبتقليل الاختلاط بالمستهلكين التفاخريين، وبتقوية تقدير الذّات، واحترام النفس، وبالتوقف عن السعي المرضي للحصول على رضى، وقبول الناس الآخرين، وبحرص الانسان على البحث عن سعادته في أشياء غير ماديّة، مثل ممارسة هواية مجزية، أو الاستثمار الإيجابي في علاقات إجتماعية مثرية.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@