لبناني يتفقد بوجوم أضرار غارة إسرائيلية في وسط بيروت (أب)
"حزب الله" سلّم رده لبري وطالب بأن تقتصر لجنة المراقبة على مشاركة أميركية - فرنسية
بيروت، عواصم - وكالات: وسط تاكيدات أن لبنان رد على مسودة مقترح وقف إطلاق النار التي تسلمها رئيس مجلس النواب نبيه بري من السفيرة الأميركية ليزا جونسون، كشفت مصادر أن رد لبنان تضمن الموافقة على معظم البنود، بينما كشف مسؤولون أميركيون أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين أبلغ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بتأجيل زيارته التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء إلى بيروت، وسط تصعيد عسكري إسرائيلي "غير مسبوق".
وكشفت أوساط مطلعة أن "حزب الله" سلّم رده وملاحظاته على المقترح الأميركي إلى بري، على أن تتسلمه السفارة الأميركية وترسله إلى واشنطن، بينما أكدت مصادر إبداء لبنان ملاحظات وتعديلات على تشكيل لجنة المراقبة، مشيرة إلى أن لبنان طالب بأن تقتصر اللجنة على مشاركة أميركية فرنسية، على غرار ما حدث في تفاهم وقف إطلاق النار الذي جرى إبرامه عام 1996، الذي أنهى جولة من القتال بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، وبموجبه اتفق الجانبان على إنهاء الهجمات عبر الحدود على أهداف مدنية، والامتناع عن استخدام القرى المدنية لشن هجمات، كما جرى وقتها تعيين لجنة الرصد لتنفيذ تفاهمات الاتفاق، المؤلفة من ممثلين من الولايات المتحدة وفرنسا وسورية وإسرائيل ولبنان.
وبينما كانت المصادر ذكرت أنه بناء على هذه الورقة ومضمونها يتحدد قرار زيارة هوكستين إلى بيروت، كشف مسؤولون أميركيون كشفوا أنه أرجأ زيارته، لحين توضيح موقف لبنان من اتفاق التسوية، وفق موقع "أكسيوس"، قائلين "نريد إجابات من لبنان قبل مغادرة هوكستين إلى بيروت".
من جانبه، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في تصريحات متلفزة أن رد لبنان على مسودة المقترحات الأميركية كان إيجابيا، منوها بوجود بعض النقاط التي تحتاج إلى المزيد من النقاش، وقال ميقاتي إن بري هو من يقود المحادثات مع الوسيط الأميركي، مضيفا "أنا على اتصال دائم معه، ولا بد من تحقيق الاستقرار ووقف الدمار وسفك الدماء في جنوب لبنان"، مشددا على أن لبنان ملتزم بتنفيذ القرار الدولي 1701، موضحا أن بنوده تشمل منطقة جنوب نهر الليطاني، معتبرا أن الهاجس الأكبر لديه هو تعزيز وجود الجيش في جنوب البلاد، وأن لا يكون هناك سلاح سوى سلاح الشرعية، على حد قوله.
على صعيد متصل، من المقرر أن تشهد وزارة الخارجية اللبنانية هذا الأسبوع مجموعة من اللقاءات المكثفة مع سفراء الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، لمواكبة التحركات الدولية والديبلوماسية الهادفة إلى وقف الحرب، وذكرت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية أن وزارة الخارجية ستنجز هذا الأسبوع ملفها لحضور الاجتماعات المقرّرة في نهاية الأسبوع الجاري في العاصمة الإيطالية روما، ضمن فعاليات "منتدى روما المتوسطي"، الذي ستشارك فيه دول المتوسط.
في غضون ذلك، وصل التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان إلى مستوى غير مسبوق، مع اتساع دائرة الاستهدافات التي تطال الضاحية الجنوبية لبيروت، حتى وصلت إلى حدود منطقة مار مخايل وعين الرمانة، حيث تضررت كنيسة سيدة النجاة جراء الغارات على مباني سكنية عند تقاطع مار مخايل، واستهدفت غارة بصاروخين أحد محال الأدوات الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر في شارع مار الياس الذي يضم أبرز الأسواق التجارية في بيروت، مما أدى الى اندلاع حريق كبير في المكان وتضرر المباني السكنية، وتسببت الغارة بحالة هلع وحركة نزوح لسكان المنطقة، وأعلن الدفاع المدني اللبناني، أن الغارة التي استهدفت المحل أسفرت عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 22 آخرين، واندلاع حريق امتدت نيرانه، نظرا لوجود محلات تجارية لبيع العطور، وهي من المواد سريعة الاشتعال،وطال الحريق مكتبة، وشقتين، ومستودعات، بالإضافة إلى خزانات "مازوت"، مما أدى إلى انفجارها واشتعالها.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على مدينة صور الجنوبية وبلدة البرج الشمالي وبلدة الخيام وأطراف بلدة كفررمان في جنوب لبنان، وقصفت المدفعية الإسرائيلية محيط دير مار ميما في بلدة ديرميماس الجنوبية، وقصفت أطراف بلدتي عين بعال والبازورية في جنوب لبنان، وتواصل القصف المدفعي الإسرائيلي على بلدة الخيام وسهل مرجعيون وسط سماع طلقات رشاشة في منطقة وطى الخيام، وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية استهدفت أطراف بلدة شمع في جنوب لبنان.
وزير لـ"حزب الله": الأجواء إيجابية لكن "الأمور بخواتيمها"
بيروت، عواصم - وكالات: أكد وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم، المحسوب على "حزب الله"، رسيماً في تصريحات صحافية بعد زيارته بري أمس، أن الأجواء إيجابية، قائلا لكن "الأمور بخواتيمها"، مضيفاً أن رئيس مجلس النواب سيسلم رداً إيجابياً إلى المبعوث الأميركي آموس هوكستاين، بقبول المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، إلا أنه شدد على أن الأمر حالياً يعود إلى الجانب الإسرائيلي الذي رفض سابقاً وقف النار واستمر في عدوانه.
وتعليقاً على مسألة التحفظات اللبنانية السابقة على المقترح الأميركي، أوضح الوزير بيرم أن بعض تلك التحفظات كانت تتعلق بمبدأ سيادة الدولة، وقد تم إسقاطها، في إشارة إلى حرية الحركة في الأجواء اللبنانية، التي طالبت بها إسرائيل سابقاً، ما يفهم على أن أبرز النقاط الشائكة الرئيسية التي رفضت من الجانب اللبناني في محادثات وقف إطلاق النار السابقة وهي احتفاظ إسرائيل بحرية التصرف إذا خرق "حزب الله" أي اتفاق، لم ترد.
مشيعو وأقارب المتحدث باسم "حزب الله" محمد عفيف يحملون جثته خلال جنازته في مدينة صيدا أمس (أب)