الخميس 21 نوفمبر 2024
25°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
عزِّزوا مكانة المحافظين ودورهم
play icon
الافتتاحية

عزِّزوا مكانة المحافظين ودورهم

Time
الاثنين 18 نوفمبر 2024
View
5900
أحمد الجارالله

المحافظون، وفقاً لما هو سائد في العالم، هم حكام محليون لمناطقهم، ومثل ما لهم من امتيازات عليهم أيضاً واجبات، إذ يعملون على متابعة كل أمور محافظاتهم، ويديرون شؤونها، ويعملون على حفظ أمنها بتوجيهاتهم لقوات الشرطة المحلية، والإطفاء.

في معظم الدول يكون المحافظ ذات سلطة تمكنه من فرض بعض الإجراءات، منها رسوم على بعض الطرق، أو إصدار مخالفات على المخالفين، وهو حق لا يخالفه فيه أياً كان، وله أيضاً أن يقترح على الحكومة كل ما يفيد محافظتهم، ويضع الخطط لتطوير البنية التحتية، وكذلك تنظيم مهرجانات لتشجيع السياحة والتجارة، وكذلك الصناعة في محافظته.

ثمة الكثير من المهمات التي يؤديها المحافظ، ومجلس المحافظة، الذي عليه أيضاً التزامات حيال قيادة الدولة والحكومة، ومنها رفد الخزينة بالمال، خصوصاً في تلك الدول التي تنظم مهرجانات محلية، وما يزيد عن حاجة المحافظة يذهب إلى المالية العامة، ويسجل كفائض لها، يمكنها استخدامه وقت الحاجة.

في الشأن، هناك أمثلة عدة عما يمكن أن يفعله المحافظ، ففي بريطانيا عمدة لندن يؤدي دوراً حيوياً في إدارة العاصمة، كما أنه يضع الخطط والستراتيجيات والسياسات لسكان العاصمة "لندن" والمناطق المحيطة بها الداخلة ضمن اختصاصها، ويدير ميزانية ضخمة من أجل إدارة المواصلات والشرطة وخدمات الإطفاء وتعزيز الاقتصاد، كما أنه يمثل العاصمة، سواءً في الداخل أو في الخارج.

في الكويت، تحدثنا منذ فترة عن مهمات المحافظين، اليوم أمامنا مجموعة منهم، والذين من خلال الاطلاع على سيرهم الذاتية، يمكنهم إعطاء ثمار جيدة للدولة، فإذا كانوا أكفاء في المهمات التي تولوها سابقاً، يعني أنه بإمكانهم تقديم ما يفيد الدولة، وتغيير الكثير في مناطقهم، والعمل على تنميتها، بل أكثر من ذلك، لديهم القدرة على اقتراح رسوم على بعض الخدمات من أجل التطوير، كأن يفرضوا رسوماً على القصور الكبيرة التي تهدر فيها المياه والكهرباء وغيرهما، ما يشكل عبئاً على المالية العامة، فيخففون الضغط على الخدمات من جهة، وكذلك يرفدون المالية العامة.

في معظم دول العالم، المحافظون يتنافسون على إظهار جمال وتنظيم مناطقهم، ولا يكتفون بالبروتوكول، فاليوم هناك الكثير من العمل الذي يحتاج إلى كل جهد، وهذا مطلوب من الجميع، لا سيما المسؤولين التنفيذيين، الذين عليهم العمل ليل نهار على إصلاح ما خرّبته الفوضى السياسية بسبب تدخلات النواب، ومعازيبهم، والمتنفذين الذين عملوا على سلب الصلاحيات حتى من موظفي الإدارات، كما أنهم جعلوا منصب المحافظ مجرد مشرف على ديوانية، وليس حاكماً محلياً لديه العديد من المهمات والصلاحيات.

اليوم، الكويت أمام عهد جديد، يحتاج إلى كل تطوير، لذا على الجميع الخروج من الصندوق والتخلي عن الأفكار المعلّبة التي رسختها فوضى 50 عاماً من الصراع على المناصب والإدارة كي يستحوذ متنفذ من هنا ونائب من هناك على حصة من كعكة الكويت.

  • أحمد الجارالله
آخر الأخبار