العلاقة بين عامي 1920 و1959

مساحة للوقت

نحن في الكويت، ومنذ سنوات عديدة، نفكر في أهمية تحصين مجتمعنا المتجانس، لذلك نجد أن الرجال الذين استقروا على تحديد العام 1920، لمن ولد على هذه الأرض الطيبة هو بالأصل، والتأسيس كويتي الجنسية، والانتماء.

لذا أصبح كل مواليد ذلك العام المبارك 1920 هم في عام 1959 كويتيين، وبلغوا من العمر 39 عاماً، عندما سن قانون الجنسية 15لسنة 1959، وبذلك تبعهم أبناؤهم ممن ولدوا قبل أو بعد ذلك العام، وإعلان قانون الجنسية الأصيل.

لذلك نؤكد أن المجتمع السكاني الكويتي الفتي، برجاله ونسائه وشبابه وأطفاله، في ذلك الوقت حافظ على نسله النقي المتماسك بعوائله، وتداخلهم ومصاهراتهم، من قبل العام 1920، وما بعد ليأتي عام تحديد الهوية الوطنية الكويتية بقانون عام 1959 تأكيداً على أهمية الحفاظ على الأصالة الاجتماعية الكويتية، دونما شوائب أو تحريف.

لذلك حفظ المجتمع الكويتي، بل حفظت الوثائق الوطنية المختلفة التي خطت قبل عام 1920 وما بعد، التي تعرف بالوثائق العدسانية، نسبة لقاضي الكويت، وموثقها الأول محمد العدساني، رحمه الله وطيّب ثراه، وكل من سار على نهجه من عائلته الكريمة، في توثيق الأصول والأوقاف والبيوع، والمشتريات العقارية، وغيرها، وتحديد الأماكن العامة والسكنية، وتوثيق المعاملات التجارية وغيرها، كما تم توثيق أسماء العوائل والمناطق السكنية، وتحديد الجوار بدقة متناهية، ووصف بليغ للسكك والفرجان والحارات، والبرّاحات والحفر، وغيرها من الآثار، والممتلكات التي تخص أهل الكويت وشعبها الأصيل.

نحن نؤكد أهمية هذه العلاقة الزمنية بين عام 1920 المبارك وعام البركة 1959الذي أقر فيه إصدار الهوية الوطنية الكويتية، ونحن، بحمد الله، اليوم يعيش بيننا رجال وطن موثوقون لهم باع طويل، تاريخياً واجتماعياً، لتفنيد تاريخ هذا الوطن، ولهم مذكرات وسجل حافل من المؤلفات والوثائق، والمعلومات التي لا تزال في ذاكرتهم، عن كل تاريخ، ورجال أهل الكويت وعوائلهم، والمهن التي مارسوها.

لا شك هناك جيل من الإخوة المهتمين بجمع الوثائق والمعلومات والمخطوطات المؤكدة والثمينة، في مختلف المجالات عن كل تاريخ أهل الكويت الأصليين، والتاريخ التليد لهذا الوطن وشعبه الكريم الأبي قبل عام 1920 المبارك.

من هنا نحن نناشد المعنيين بالإعلام حفظ نماذج من هذه الحقائق التاريخية الموثقة في "متحف قصر السلام"، وفتح المجال لتوثيق تاريخ هذا الوطن وأهله الأوفياء، باستضافة النخبة الوطنية من مؤرخي الكويت، والرجال المهتمين والمطّلعين على تاريخ الكويت، منذ بزوغ فجر قيام إمارة الكويت، وتسلسل تاريخها الزمني حتى يومنا هذا، مع التأكيد على أهمية الرابط الزمني بين عامي 1920 و 1959 عنوانا للأصالة الكويتية، وحفاظاً على تاريخ الهوية الوطنية.

اللهم احفظ لنا هذا الوطن الغالي واحفظ لنا قيادتنا الحكيمة من كل سوء ومكروه. واللهم احفظ سجلاتنا الوطنية من العبث والتزوير، والله يحفظ مواقفنا الوطنية لمستقبلنا المشرق، والعودة إلى كل معدن، وقرار أصيل، وقويم من أجل مستقبل أجيالنا الحاضرة والقادمة. واللهم ارحم شهداء الكويت الأبرار، وعجل اللهم بالكشف عن كل رفات أسرانا الشهداء، حتى نعيدهم لأرضهم الطاهرة المباركة، اللهم آمين، اللهم آمين، والله من وراء القصد، وبه نستعين، والحمد لله رب العالمين.

كاتب كويتي

[email protected]