حوارات
(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (البقرة 269).
يستطيع الإنسان اكتساب قدرة مميّزة في أداء عمل معيّن، بشكل استثنائي، ويمكن لمن يرغب في اكتساب مهارة نفاذ البصيرة (قوّة الإدراك وسداد الرأي) وقت ما يشاء.
ومن بعض العناصر الأساسية لنفاذ البصيرة، وكيفية اكتسابها وممارستها في الحياة الخاصة والعامة، نذكر ما يلي:
- العناصر الأساسية: يمثّل وجود استعداد نفسيّ وفكريّ إيجابي عند الإنسان لاكتساب مهارة نفاذ البصيرة أحد العناصر الأساسية لتكوّنها في عقله وقلبه، بالإضافة إلى الحرص على إعمال الذهن في نتائج وعواقب الأقوال، والأفعال الشخصية قبل الإقدام عليها، وبالقراءة المستمرة في كل العلوم. كذلك شحذ القريحة وتقويتها عبر ممارسة التفكير المستقل، بهدف التوصّل الى رأي شخصي أصيل، وبالتفكير المتمعِّن في التحيّزات الفكرية، والنفسية الشخصية، وتمحيص منطقيتها وعمليّتها، وبالتأمّل الذاتيّ المستمر، والسعي وراء الحكمة في كل مصدر ومن كل إنسان.
كذلك بإمعان النّظر في الدوافع النفسية الحقيقية وراء كلام، وتصرّفات الآخرين، ومعرفة الحقائق الأساسية للعلاقات، الفردية والاجتماعية، وبتقديم العقل على الهوى.
- ممارسة نفاذ البصيرة: يمارس المرء نفاذ البصيرة في حياته الخاصة عندما يعرف تماماً ما هي مسؤولياته الأخلاقية تجاه نفسه، وتجاه من يهمه أمرهم.
وعندما يحرص على معرفة نفسه حقّ المعرفة، ويعتنق الوسطية في كلامه وتصرّفاته، وعندما يتوقف عن الاندفاع في تكوين انطباعاته النهائية عن الآخرين، ويمارسها في الحياة العامة، عندما يحرص على أن يكون متحفّظاً وكتوماً حول شؤونه الشخصية الخاصة.
أيضاً عندما يتأنّى في تكوين علاقاته الاجتماعية، وعندما يتمهّل في إبداء آرائه الشخصية لمن لا يعرفهم جيّداً، وعندما يحرص كل الحرص على إخفاء نقاط الضعف في شخصيته، ولا يثق بمن لم يختبره، وعندما يزيد إنصاته ويقلّ كلامه.
وعندما يقف موقفاً وسطاً بين الإفراط والتفريط في علاقاته مع الناس، وعندما يترك ما يريبه إلى ما لا يريبه، وعندما يكون كاتماً لأسراره صبوراً على نفسه وعلى الآخرين، وينظر جيّداً في النتائج والعواقب، وعندما يتّعظ بما يراه ويسمعه في الحياة العامة.
كاتب كويتي