زين وشين
لا أريد أن أبالغ، ولست أصلاً من المطبلين لأحد، لكنني كمواطن أتساءل: إلى أين كنا ذاهبين كل تلك السنوات؟
أرقام التزوير في الجنسية، والمتجنسين ويجري حالياً سحبها في تصاعد مستمر، وهي أرقام كبيرة جداً، لم يكن أحد يتوقّعها.
جناسي صدرت وتمتع بها أصحابها، واستفادوا من مزاياها، وهي من دون مراسيم، يعني جنسية خاوية، وبعضها ملفات خالية من الأوراق، حتى الذين نعرف أن أسلافنا شهدوا لهم نافسونا في بلدنا، والمنافسة جاءت في كل جوانب الحياة، حتى إن الذين لا يستحقون تمتعوا بمميزات لم يتمتع بها المواطن الكويتي الأصيل، الذي لا غبار على جنسيته، ولا شبهة تزوير عليه.
بعضهم اصبح من عتاة المعارضين، يخرج إلى الشارع، ويهيج الناس ويطالب بحقوق ليست من حقوقه، ويطالب برحيل الحكومات، بل ويرفع سقف المطالبة والمعارضة إلى حد غير مقبول، ولا معقول، وفي النهاية نكتشف أنه تم تجنيسه بناء على معلومات مزورة او بالتدليس والغش.
بعضهم اصبحوا طليعيين ونشطاء سياسيين، واعتبروا أنفسهم مؤثرين في الشارع الكويتي، وهم بالأساس يقفون على أرضية هشّة آيلة للسقوط، والدليل سقوط الآلاف منهم مع أول هزة.
كيف مر كل هذا علينا، ونحن لا نعلم ولا ندري، ولا نشعر، إلى درجة أنهم حاولوا أن يقنعوا من يسير في ركابهم أنهم هم "اهل البلد"، بينما نحن الدخلاء، أو بمعنى أصح حاولوا قدر استطاعتهم الغاء تاريخ الكويت الحقيقي، وإعادة كتابة تاريخ الدولة بالشكل الذي يتناسب مع وجودهم، وتوجهاتهم، وتعمدوا الغاء الآخرين؟
كم كنا طيبي النوايا، سرقتنا السكين من دون ان نشعر، صدقناهم فترة طويلة، وجاملناهم لكي تسير السفينة، ولم نكن نعلم أنهم هم خراب السفينة؟
من عهد الأجداد الأوائل، والكويت قضيتنا الأولى، لكن الضوضاء شوشت علينا، وآنستنا من نحن، وما الذي نريده حتى جاء "كحيلان الكويت"، وعلق الجرس، وأعلن الحرب بلا هوادة على أعداء الهوية الوطنية، من أجل تأكيد الهوية الوطنية، والحفاظ على ثوابت الوطن، وها هم الدخلاء يتساقطون واحداً تلو الآخر، ومن لم يسقط منهم أصبح يرتجف خوفا من السقوط، ولم يعد يفكر في تزوير تاريخ الكويت، لكي يجد له موطئ قدم، أو سابقة تاريخية، ولقد تنفسنا نحن الصعداء، وعادت لنا الحياة من جديد.
"كحيلان الكويت" يعرفنا، ويعرف ما الذي يدور على المسرح السياسي، ويعرف أين يقف، وأين يجب أن نقف نحن؟
آن الآوان لنلتف حول بعضنا بعضاً، وحول قيادتنا لنحقق الهدف الأسمى المحافظة على الهوية الوطنية... زين.