روسيا تُفشل قراراً في "مجلس الأمن" يفرض وقف الحرب في السودان

الخرطوم، نيويورك، أبوظبي، عواصم - وكالات: أفشلت روسيا قرارا لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وتسليم المساعدات الإنسانية إلى الملايين ممن هم في أمس الحاجة إليها، باستخدامها حق النقض "الفيتو" ضد القرار الذي أيدته الصين واقترحته المملكة المتحدة وسيراليون ووافق عليه جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي الآخرين، بيد أن الفيتو الذي استخدمته موسكو وأد القرار في مهده، ويطالب مشروع القرار قوات الدعم السريع بوقف فوري لجميع هجماتها ضد المدنيين في دارفور وولايتي الجزيرة وسنار وأماكن أخرى، كما يتضمن مشروع القرار دعوة الدول الأعضاء إلى الامتناع عن التدخل الذي يؤجج الصراع في السودان وينص على احترام حظر الأسلحة المفروض على دارفور.

وبرر نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي "الفيتو"، معتبرا أن المشكلة الرئيسية في مشروع القرار البريطاني تتمثل في الفهم الخاطئ لمن يتحمل المسؤولية عن حماية المدنيين في السودان وأمن الحدود والسيطرة عليها ومن يجب أن يتخذ قرار دعوة قوات أجنبية، قائلا إن بلاده تتفق مع جميع أعضاء المجلس على الحاجة لحل عاجل للصراع في السودان، وأن الحل الوحيد اتفاق الجانبين المتحاربين على إيقاف إطلاق النار، مضيفا "نؤمن بأن دور مجلس الأمن يتمثل في مساعدة الطرفين على تحقيق ذلك ولكن يجب أن يتم ذلك بشكل متسق ومنفتح، وألا يفرض على السودانيين عبر قرار من مجلس الأمن رأي أعضائه حول كيف يجب أن يكون شكل الدولة المستقبلية".

في المقابل، وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الذي ترأس الاجتماع الدوري للمجلس الفيتو الروسي بأنه "عار"، قائلا إنه في الوقت الذي تعمل فيه بريطانيا مع شركائنا الأفارقة، تستخدم روسيا حق النقض ضد إرادتهم، موضحا أن المدنيين السودانيين عانوا من عنف لا يمكن تصوره خلال الحرب وإن هذه المعاناة ندبة على الضمير الجماعي، مضيفا أنه في وجه هذه الأهوال عملت المملكة المتحدة وسيراليون لجمع مجلس الأمن لمعالجة الأزمة والكارثة الإنسانية لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية والدعوة لايقاف إطلاق النار.

من جانبها، أعربت الإمارات عن خيبة أملها العميقة إزاء فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع القرار، وقالت بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة إن الشعب السوداني لا يزال يتحمل وطأة الحرب المدمرة، مشددةً على أن حمايته يجب أن تظل في مقدمة الأولويات.