إسرائيل تتمسّك بحرية العمل في لبنان وهوكشتاين يواصل مساعي وقف الحرب

نعيم قاسم: وقف القتال مرتبط برد تل أبيب

بيروت، عواصم - وكالات: جددت إسرائيل تمسكها بحرية العمل في لبنان حال حدوث انتهاكات لأي اتفاق يتم التوصل إليه لوقف إطلاق النار مع "حزب الله" على حدودها الشمالية، حيث أكد وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر في إحاطة حضرها نحو 100 سفير ورئيس بعثة ديبلوماسية، أهمية الحفاظ على أمن إسرائيل وتوجيه ضغط دولي متزايد على إيران، إلى جانب تناول الوضع الأمني والسياسي، قائلا إن بلاده تجري محادثات مع الولايات المتحدة بشأن تسوية محتملة في لبنان، مشيرا إلى زيارة المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكستين إلى المنطقة كإشارة إلى إمكانية تحقيق هذه التسوية.

وقال "نسعى إلى اتفاق يمكنه الصمود أمام اختبار الزمن. ورغم أن لبنان دولة فاشلة - حسب وصفه - لا يمكن لإسرائيل أن تدفع ثمن ذلك على حساب أمنها وأمن مواطنيها أو التنازل عن سيادتها"، مشددا على أن أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن يضمن حرية إسرائيل في التحرك إذا وقعت انتهاكات، قائلا "تعلمنا درسا من البنى التحتية الهائلة التي وجدناها في لبنان وغزة"، مضيفا أنه "بعد 7 أكتوبر، لن نسمح بعودة هذه التهديدات أو نموها مرة أخرى"، زاعما أن خطط "حزب الله" التي كشفتها إسرائيل كانت أكثر خطورة مما نفذته "حماس"، قائلا إن "خطط الحزب تضمنت غزوا وإطلاق صواريخ متزامنا. لقد رأينا ذلك في تحضيراتهم الميدانية، بما يشمل بناء مصانع للأسلحة واستيراد أسلحة من إيران عبر سورية والبحر ومطار بيروت"، ورأى في الحرب فرصة لإعادة لبنان إلى شعبه وإنهاء ما وصفه بـ"الاحتلال الإيراني للبنان"، داعيا المجتمع الدولي إلى لعب دور فاعل في هذا السياق.

من جانبه، شدد وزير حرب الاحتلال إسرائيل كاتس على أهمية الحفاظ على التفوق الإسرائيلي، قائلا إن الشرط الأساسي لأي تسوية سياسية في لبنان هو الحفاظ على القدرات الاستخباراتية للجيش الإسرائيلي، وضمان حقه في التحرك لحماية مواطني إسرائيل من تهديدات "حزب الله"، مشددا على أن هذا الأمر غير قابل للتفاوض".

في غضون ذلك، أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم أن وقف النار مرتبط بالرد الإسرائيلي على الاتفاق المطروح، قائلا إن الحزب نظر في اقتراح وقف إطلاق النار الذي صاغته الولايات المتحدة لإنهاء القتال مع إسرائيل وأبدى ملاحظاته عليه، مشددا على أن وقف الأعمال القتالية أصبح الآن بين يدي إسرائيل، قائلا إن حزبه يسمح باستمرار محادثات وقف إطلاق النار ويراقب ما إذا كانت ستسفر عن نتائج، مضيفا "نحن قررنا أن يكون هناك مساران يسيران معا مسار الميدان، ومسار المفاوضات.. إن افترضنا أن المفاوضات لم تنجح نحن مستمرون".

من جانبه، أعلن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين توجهه إلى إسرائيل لاستكمال العمل على التوصل إلى وقف إطلاق نار، قائلا في مؤتمر صحافي أعقب لقاءه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري للمرة الثانية خلال يومين "حققنا تقدما إضافيا (...) سأسافر إلى إسرائيل لمحاولة إنهاء الأمر إذا استطعنا"، بينما كشفت مصادر أن حرية الدفاع عن النفس وترسيم الحدود لايزالان يعيقان التوصل لاتفاق.