تم نسخ الرابط بنجاح

موظفان عراقيان يجمعان المعلومات من الجمهور في مدينة النجف في أول تعداد سكاني على مستوى العراق منذ عقود (أب)

الدولية / أبرز الأخبار

العراق يستنفر ويؤمِّن حدوده وأجواءه تحسُّباً لهجوم إسرائيلي وشيك

واشنطن أبلغت بغداد بضربات قريبة وأكدت أنها استنفدت كل وسائل الضغط على تل أبيب لمنع تنفيذها

بغداد، عواصم - وكالات: وسط حالة من الاستنفار لتأمين أجوائه وحدوده مع ارتفاع التهديدات باحتمال تعرضه لعدوان عسكري إسرائيلي، جدد العراق أمس، إعلانه الالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأدان بشدّة تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بشن عدوان عليه، واصفا التهديدات الإسرائيلية بأنها تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، داعيا الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي إلى اجراءات حازمة ضد التهديدات الإسرائيلية بمهاجمته.

ورداً على رسالة بعث بها الاحتلال الإسرائيلي إلى مجلس الأمن الدولي يزعم فيها تعرضه لهجمات من داخل الأراضي العراقية، مهدداً باستخدام ما يزعم أنه "حق الرد والدفاع عن نفسه" في إشارة ضمنية إلى احتمال أن يشن عدوانا على العراق، دعا المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي في اجتماع طارئ برئاسة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني جميع الأطراف الفاعلة إلى رفض التصعيد، وإعطاء الأولوية للحوار والالتزام بمبادئ القانون الدولي، مشدداً على رفض العراق بشكل قاطع لشكوى الكيان الصهيوني، واصفا الاتهامات الواردة فيها بأنها لا تعدو كونها ذرائع تهدف لتبرير عدوان مخطط له ضد العراق، في إطار خطوة إسرائيلية جديدة تهدف إلى توسيع رقعة الصراع الإقليمي.

وجدد المجلس في بيان موقف الحكومة العراقية الذي سبق أن أعلنت عنهُ مراراً وتكراراً، بأن قرار السِّلم والحرب من اختصاص الحكومة العراقية وحدها، وأنها مستمرّة في إجراءاتها لمنع استخدام الأراضي العراقية لشنّ أي هجوم، وقد أثمرت بالفعل عن ضبط أسلحة معدّة للإطلاق، وتلاحق قانونياً كل من يشترك في هكذا أنشطة تهدد أمن العراق وسلامة أراضيه، قائلا إن الحكومة العراقية ترى أن للعراق دورا أساسيا في الوقوف إلى جانب أشقائه من الدول المُعتدى عليها، ضمن الواجب الشرعي والأخلاقي في تقديم الدعم الإنساني والسياسي والقانوني، والعمل على كبح جماح سلطات الكيان المُحتل ووقف العدوان عبر الجهود الدولية، إزاء استمرار سلطات الكيان في انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي الداعية الى احترام سيادة الدول والالتزام بالقانون الدولي ووقف الأنشطة الحربية، معتبرا مزاعم سلطات الكيان الصهيوني وأفعالها تعدياً تصعيدياً خطيراً، وتزيد من خطر توسعة رقعة الصراع في المنطقة.

وكشف البيان أن المجلس الوزاري للأمن الوطني قرر توجيه وزارة الخارجية بمتابعة الملف في المحافل الأممية والدولية وأمام هيئات منظمة الأمم المتحدة، واتخاذ الخطوات اللازمة وفق مبادئ القانون الدولي لحفظ حقوق العراق وردع تهديدات الكيان العدوانية، ودعا جامعة الدول العربية إلى موقف حازم وموحّد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك ومطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الشكاوى المقدمة من العراق ضد سلطات الكيان المحتل، واتخاذ إجراءات رادعة تكفل تحقيق الاستقرار والسِّلم الإقليمي والدولي.

وشدد المجلس على مطالبة مجلس الأمن الدولي، باتخاذ إجراءات فورية ورادعة ضد سلطات الكيان المحتل، والعمل على محاسبتها على انتهاكاتها للقانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن الدولي وإصدار قرار تحت الفصل السابع لوقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء المنطقة، والتحرك بحزم لوقف الأعمال العدائية، ومنع أي طرف من شنّ أعمال عدوانية أو تبريرها عبر اتهامات واهية"، وحض المجلس الولايات المتحدة الأميركية على القيام من خلال الحوارات الأمنية والعسكرية ضمن إطار القسم الثالث من اتفاقية الإطار الستراتيجي مع العراق، على اتخاذ خطوات فعالة لردع سلطات الكيان المحتل، ودعا التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب.

وعلى الصعيد نفسه، وجه القائد العام للقوات المسلحة العراقية بقيام القوات المسلحة والأجهزة الامنية كافة بمنع وملاحقة أي نشاط عسكري خارج إطار سيطرة الدولة وقيام وزارة الداخلية بتفعيل التوجيهات الصادرة عن الاجتماعات السابقة، وإعداد خطط للطوارئ تتناسب مع حجم التهديد وتأمين الاحتياطات الكاملة للمتطلبات الأمنية، وشدد القائد العام للقوات المسلحة على تعزيز الحدود العراقية الغربية من خلال النشاط المكثف والانتشار السريع ووضع الخطط اللازمة، والعمل على تهيئة وضمان عمق أمني فعّال، وقيام قيادة الدفاع الجوي بتأمين متطلبات الحماية الجوية لسماء العراق، وللأهداف الحيوية والفعّالة والمهمة داخلياً وأن تتحمل القيادات الميدانية المسؤولية عن أي خرق أمني ضمن قاطع المسؤولية يمكن أن يعرض أمن البلد للخطر، كما شدد على قيام الأجهزة الاستخبارية بتحليل ورصد ومتابعة أي نشاط جوي معاد أو استهداف أرضي وملاحقة مطلقيه، وتقديم التقارير الاستخبارية الفورية عن كل ما يقع ضمن عملها وتخصصها الاستخباري.

من جانبه، جدد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني رفض العراق الدخول في الحرب، مع الثبات على الموقف المبدئي بإنهائها، والسعي لإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني، واصفا شكوى الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن بأنها ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق، مشددا على رفض التهديدات، مؤكدا أن قرار الحرب والسِّلم بيد الدولة العراقية وغير مسموح لأي طرف بأن يصادر هذا الحق.

بدورها، كشفت مصادر أن الولايات المتحدة الأميركية أبلغت بغداد بأنها استنفدت كل وسائل الضغط على إسرائيل، لمنع تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف عراقية ردا على استمرار هجمات الفصائل المسلحة ضد إسرائيل، وأن واشنطن طلبت من العراق منع الهجمات بسرعة، مؤكدة أن الضربات الجوية الإسرائيلية ستكون وشيكة إذا لم تمنع الحكومة العراقية هجمات الفصائل من داخل الأراضي العراقية ضد إسرائيل، بينما كشفت مصادر عراقية أمنية أن الحكومة اتخذت التدابير اللازمة للتعامل مع الضربات الجوية الإسرائيلية، قائلة إن رئيس الوزراء أطلع الكتل السياسية على خطورة الموقف إذا استمرت الفصائل بشن هجمات.