بايدن يؤجج ويمد كييف بألغام أرضية... وبوتين وجّه بضمان أمن المنشآت بما فيها جسر القرم
موسكو، عواصم - وكالات: وسط تصعيد روسي - غربي متسارع على خلفية حرب أوكرانيا لامس التهديد بحرب نووية، وغداة إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يوسع إمكانية استخدام الأسلحة النووية، دعت الصين أمس، إلى الهدوء وضبط النفس"، بينما طالبت فرنسا بالتعقل، وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بموقف روسيا التصعيدي في أوكرانيا، داعيا نظيره الروسي إلى "التعقّل"، ونظيره الصيني شي جين بينغ إلى أن يمارس "كل ما لديه من تأثير" على موسكو لوقف الحرب في أوكرانيا، بينما قال المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان إنه في الظروف الحالية، يجدر بجميع الأطراف الحفاظ على الهدوء وإظهار ضبط للنفس من خلال العمل معا عبر الحوار والتشاور لتهدئة التوتر، مؤكدا أن موقف الصين الذي يشجع جميع الأطراف على التهدئة والالتزام بحل سياسي للأزمة الأوكرانية، لم يتغير.
في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر تعليمات بتأمين جميع المنشآت الحيوية، بما فيها جسر القرم، وذلك بشأن احتمال عبور مضيق كيرتش وتنفيذ هجمات بصواريخ بعيدة المدى، مضيفا أن الرئيس الروسي أكد مراراً استعداده لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا، حتى مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، معلقاً على تقرير وكالة "رويترز" عن السيناريوهات المحتملة لوقف الصراع بالقول إن خيارات تجميد الصراع في أوكرانيا غير مقبولة، معتبرا تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة أمر هام بالنسبة لموسكو.
في المقابل، أعلنت الولايات المتحدة أن لا مؤشرات لديها على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي في أوكرانيا، قائلة إنها لا ترى ضرورة إجراء تغييرات على الوضع النووي الأميركي، وقالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" صابرينا سينغ إن الولايات المتحدة ليست متفاجأة من تحديث روسيا لعقيدتها النووية، مضيفة أن قرار دولة بغزو جارتها ذات السيادة لا يمكن أن يمر دون رادع، ولذلك فإن الولايات المتحدة ونحو 50 دولة في جميع أنحاء العالم متحدة على دعم أوكرانيا، مؤكدة أن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع روسيا، بينما شدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر على الاستمرار في دعوة روسيا للتوقف عن الخطاب العدواني وغير المسؤول، معتبرا الخطاب الروسي غير المسؤول والعدواني لن يحسن أمن روسيا.
من جانبها أعلنت السفارة الأميركية وسفارات غربية عدة في العاصمة الأوكرانية كييف أبوابها أمس، لدواع أمنية، فيما قال الوفد الأميركي إنه تلقى تحذيرا من احتمالية وقوع هجوم جوي روسي كبير على كييف، وقالت السفارة الأميركية إن الغلق والتحذير من هجوم جاء في سياق هجمات روسية جارية بصواريخ ومسيرات على كييف وتوقعت عودة سريعة للعمليات المنتظمة، كما أغلقت السفارتان الإيطالية واليوناينة أبوابهما أمام الجمهور، ولكن الحكومة البريطانية قالت إن سفارتها مازالت مفتوحة.
على صعيد متصل، وبينما كشف مسؤول أميركي إن الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن وافق على إمداد أوكرانيا بألغام أرضية مضادة للأفراد، حذر تقرير من أن بايدن يتصرف في نهاية عهده كبطة عرجاء "جدا"، مع اتخاذ قرارات دولية "صادمة" قد تجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة، حسب بعض المحللين، وضاق المراسلون الصحافيون ذرعا بالرئيس، ورغم مناشداتهم له لتوضيح بعض الأمور يرد بابتسامة صفراء أو صمت أو "بشرود للذهن"، وبدلا من رد الرئيس الذي بلغ 82 عامًا أمس، على صرخات أحد المراسلين، صعد إلى طائرة الرئاسة في صمت في ختام رحلة إلى بيرو والبرازيل، حيث أجاب على غالبية الأسئلة بنظرة فارغة أو ابتسامة صامتة، وعاد الرئيس إلى واشنطن العاصمة بعد أن أمضى ستة أيام في أميركا الجنوبية لحضور قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في ليما، بيرو، ومجموعة العشرين في ريو دي جانيرو.
من جانبها، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أميركي أن أوكرانيا تعهدت بعدم استخدام الألغام في المناطق المكتظة بالسكان، مشيراً إلى أن الخطوة قد تساعد في إبطاء التقدم الروسي في شرق أوكرانيا خاصة عند استخدامها مع ذخائر أخرى من الولايات المتحدة، مضيفا أن الولايات المتحدة تتوقع أن تستخدم أوكرانيا الألغام في أراضيها، موضحا أنها تعهدت بعدم استخدامها في مناطق يسكنها مدنيون.
وذكر المسؤول أن الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بألغام مضادة للدبابات طوال حربها مع روسيا، لكن إضافة الألغام المضادة للأفراد تهدف إلى إبطاء تقدم القوات البرية الروسية، قائلا إن الألغام الأميركية تختلف عن الألغام الروسية لأنها "غير دائمة"، وتصبح خاملة بعد فترة محددة مسبقا. وتحتاج هذه الالغام إلى بطارية لتنفجر، ولن تنفجر بمجرد نفاد البطارية.