"الجنائية الدولية" تأمر باعتقال "مجرميّ الحرب" نتنياهو وغالانت

غزة، عواصم - وكالات: أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أمس، إصدار أوامر اعتقال ضد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير حربه السابق يوآف غالانت، مؤكدة أن لديها أسبابا معقولة لاتهام نتنياهو وغالانت بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، مشددة على أن المتهمين أشرفا على قتل مدنيين، موضحة أن نتنياهو وغالانت استخدما سلاح التجويع كأداة للحرب في غزة، مشيرة إلى أن لائحة الجرائم المنسوبة لهما تشمل القتل وأعمالاً غير إنسانية، معتبرة قرارها ينصف الضحايا في غزة وعائلاتهم، ومشددة على أن اعتراف إسرائيل باختصاص المحكمة ليس مطلوبا لتنفيذ أوامر الاعتقال، وأصدرت "الجنائية الدولية" أيضا أمر اعتقال ضد قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" محمد الضيف، الذي يقال إن إسرائيل اغتالته قبل أشهر.

في غضون ذلك، وبالتزامن، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازر مروعة أسفرت عن استشهاد 112 فلسطينيا فيما لا يزال عشرات الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض، حيث ارتكب جيش الاحتلال مجزرتين في بيت لاهيا وحي الشيخ رضوان شمال قطاع غزة فجرا، أسفرت عن استشهاد 88 فلسطينياً معظمهم نساء وأطفال، وقالت قناة "الجزيرة" إن 66 شخصاً معظمهم أطفال ونساء استشهدوا، وجرح نحو 100 آخرين في قصف إسرائيلي على حي سكني بمحيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مضيفة أن قصفاً جوياً ومدفعياً إسرائيلياً وإطلاق نار مكثفاً من آليات الاحتلال استهدف مشروع بيت لاهيا ومخيم جباليا شمال قطاع غزة.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 44 ألفا و56 شهيدا ونحو 104 آلاف و268 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023، كاشفة عن ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي خمس مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، ووصل منها للمستشفيات 71 شهيدا و176مصابا في اليوم الـ 412  للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية إن قوات الاحتلال قصفت مربعا سكنيا كاملا بجوار المستشفى، ما أدى إلى استشهاد 66 فلسطينيا وسقوط عشرات الجرحى فيما لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض، مضيفا أن الأطباء والكوادر الطبية في المستشفى يقومون بانتشال الشهداء من تحت الركام بمكان المجزرة بأيديهم لعدم وجود طواقم دفاع مدني، محذرا من تحول المستشفى إلى مقابر جماعية في حال عدم التدخل العاجل من المؤسسات الدولية وإدخال المستلزمات الطبية.

وفي مدينة غزة، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة أخرى خلفت 22 شهيداً بينهم 10 أطفال، إثر قصف منزل لعائلة العروقي بحي الشيخ رضوان، وأعلنت السلطات الصحية قصف قوات الاحتلال المنزل المؤلف من خمسة طوابق، ما أدى الى استشهاد 22 شخصا بينهم أطفال فيما لا يزال عشرات المفقودين تحت الأنقاض، وذكرت السلطات أن أربعة فلسطينيين بينهم نساء وأطفال استشهدوا وأصيب عدد آخر بجروح بليغة إثر قصف منزل سكني في مخيم النصيرات وسط القطاع، في وقت نفذت المقاتلات الحربية هجمات جوية على خيمتين للنازحين بمنطقة مواصي خان يونس، أدت إلى استشهاد 16 فلسطينيا وإصابة عدد آخر بجروح خطرة، إضافة إلى استشهاد أربعة فلسطينيين بقصف استهدف مجموعة من المواطنين بمدينة رفح جنوب القطاع.

وفيما تواصل مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفها شمال مخيمي النصيرات والبريج وشرق مخيم جباليا وجنوب مدينة غزة وغرب مدينة رفح، ما ينذر بمجازر جديدة،، توالت الإدانات لاستخدام واشنطن حق "الفيتو" لإفشال وقف حرب غزة.

تل أبيب، عواصم - وكالات: بينما كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو منهمكاً بمحادثات مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي آموس هوكشتاين، في تل أبيب، لبحث سبل إنهاء الحرب على لبنان، وصل خبر اعتقاله، حيث كشفت مصادر أنه تم إبلاغ نتنياهو بصدور أمر الاعتقال ضده وهو في الاجتماع مع هوكستين، قائلة إن رئيس الحكومة سمع بقرار محكمة الجنائية الدولية بخصوص اعتقاله مع وزير دفاعه السابق يوآف غالانت أثناء اجتماع بالمبعوث الأميركي.

من جانبه، أكد مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء لن يتراجع حتى تحقيق أهداف الحرب، واصفا قرار "الجنائية الدولية" بأنه "معاد للسامية"، قائلا إن إسرائيل "ترفض تماماً الأكاذيب العبثية والمغلوطة" التي وجهتها لها "الجنائية الدولية"، مردفا أن نتنياهو لن يرضخ للضغوط ولن يتراجع حتى تحقق إسرائيل جميع أهداف الحرب في غزة، بينما اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أمر الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت "مكافأة للإرهاب"، في حين اعتبره وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير "وصمة عار غير مفاجئة"، ورآه رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ "قرارا عبثيا"، واعتبر وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر أن المحكمة الجنائية الدولية فقدت "كل شرعية"، وكتب على منصة "إكس": "هذه لحظة سوداء للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فقدت فيها كل شرعية لوجودها ونشاطها"، وفي المقابل، أعلن وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب أن بلاده مستعدة للتحرك بناء على أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو إذا لزم الأمر.