خلال أمسية ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى الدولي
أحيا المغني وعازف آلة الـ"كلارينيت" اليوناني الشهير فاسيليس ساليس، بمشاركة مجموعة من العازفين اليونانيين، ليلة موسيقية "نغم من اليونان" تناجي الروح وتتحاور مع المشاعر، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى الدولي على مسرح جابر العلي في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
وقدم ساليس معزوفات من الموسيقى اليونانية التقليدية والحديثة، في أداء يغلب عليه الحزن والألم.
وشارك في الليلة الموسيقية عازف آلة الكمنجة التركي الشهير جعفر نازليباش، الذي قدم معزوفات منفردة تارة ومشتركة تارة أخرى مع عزف ساليس على آلة الـ"كلارينيت".
وفي معزوفات أخرى، تبارى الفنانان في عرض إبداعاتهما الموسيقية التي تناغمت مع بعضها البعض كي تتعانق التقاسيم الموسيقية لآلة الكمان مع الوصلات التعبيرية لآلة الكلارينيت، في معزوفات تأخذ الأذهان إلى فسحة في عالم النغم الأصيل، الممزوج بالخيال.
وبين آلة النفخ الكلارينيت والآلة الوترية الكمان، صنع الفنانان جُملاً موسيقية، تبدو وكأنها تحلّق في فضاءات الحلم والجمال، وتحاول أن تستشرف حالات إنسانية عدة.
وغلبت الأنغام الحزينة على المقطوعات الموسيقية، حيث أدى ساليس، بعضاً من وصلاته الموسيقية، تلك التي تتحدث عن حالات ومواقف إنسانية عدة، ومن اللافت أن الانسجام كان واضحاً مع بقية العازفين، الذين كانوا متجاوبين مع آلة الكلارينيت.
وساليس من أصل غجري ولد في ميسولونغي عام 1958. ثم انتقل إلى أثينا، وتعلّم العزف على الكلارينيت، وهو في التاسعة من عمره، وكان والده مدرسًا له وقام بأول حفل موسيقي له بعد ذلك بعامين، وفي سن الرابعة عشرة كان قد أتقن العزف على الكلارينيت وسجل أول قرص أو اسطوانة له، وعمل إلى جوار أهم الفنانين والمؤلفين الموسيقيين الكبار، كما ألف الموسيقى التصويرية التي حازت جائزة الأوسكار لفيلم "عربات النار"، وفيلم "بليد راند" و"المفقود"، وغير ذلك من الأفلام الناجحة، كما أصدر عددا من الألبومات التي احتوت على عزف مقطوعات نخبة من الفنانين.
بينما برع الفنان التركي جعفر نازليباش، في العزف على الآلات الوترية خصوصاً الكمنجة والجوزة، وموسيقى يميل إلى أنغام الحزن وتقاسيم الألم، كما أنه يعزف بإحساس الإنسان الذي يريد الهروب من الألم من خلال تجسيده، ورسم ملامحه من خلال الموسيقى، وكان نازليباش عازفاً في أوركسترا الأناضول، التابعة لوزارة الثقافة التركية، وعزف إلى جوار أهم الموسيقيين والمطربين الأتراك
والكلارينت أو اليراعة أو المَاصُول أو الشبَّابة التي أمتعنا بالعزف عليها فاسيليس ساليس، هي آلة موسيقيّة تنتمي إلى عائلة آلات النّفخ، حيث تطورت إلى شكلها الحالي، منذ نحو عام 1700 من قبل صانع آلات ألماني يدعى يوهان كريستوف دينر، وفي الكلارينت ثلاثون ثقبا لتغير الصوت بتغيير طول الموجة، بعض هذه الثقوب مغطاة بمفاتيح خاصة، بينما تسد الثقوب الأخرى بأصابع العازف، ويبلغ طول الكلارينت حوالي 66 سم وله مجال صوتي يبلغ ثلاثة أجوبة ونصف، وتستخدم الكلارينت عادةً في فرقة موسيقية.
أما الكمنجة فهي آلة موسيقية وترية إيرانية، مستخدمة في الموسيقى الكردية، يعزف عليها بالقوس ومعروفة أيضا بكلمة ربابة، وهي من أرق الآلات الوترية، وأكثرها إحساساً.