مساحة للوقت
في هذا الوقت العصيب، الذي يدمر فيه لبنان الشقيق، يتحدث السياسيون والقوى الحزبية، وكل التيارات هناك، عن ان لبنان وطن لا شرعي بحكم الدستور اللبناني، وبما ان لبنان بلا رئيس منتخب دستورياً وشرعياً، فإن كل الاجراءات، والتفاوض على وقف اطلاق النار، وانهاء الحرب لا يكون دستورياً، مع كل الأطراف التي تتفاوض بهذا الشأن.
لقد لفتت نظري ملاحظات فخامة الرئيس اللبناني الاسبق أمين الجميل في لقائه على شاشة قناة "العربية"، والتي يؤكد فيها أن تفاوض رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مع المبعوث الأميركي كوسيط ومتحدث باسم "حزب الله" حول وقف إطلاق النار، وانهاء الحرب، تعتبر غير شرعية، طالما هو بيده حسم الأمور، ودعوة البرلمان الى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، لحسم الأمر بناء على الدستور اللبناني.
هنا نقول: كيف أكبر دولة ديمقراطية تعلم أنها تخالف الديمقراطية الدستورية في هذا الوطن العربي العريق بدمقراطيته، وتضغط عليه لقبول التفاوض مع الكيان الصهيوني عبر وسيط لبناني غير شرعي، لان في نص الدستور اللبناني لا يفوض رئيس البرلمان، انما ذلك من صلاحيات فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية!
من هنا بات على كل الاطراف الدولية، وبمن فيها منظمة الامم المتحدة ان تحترم خصوصية لبنان، الدستورية والسياسية، وتضغط في تفاوضها على رئيس البرلمان للدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية لفك هذا الإشكال الشرعي الدستوري، وذلك لبدء التفاوض باتجاه حسم وقف الحرب، وترسيم الحدود، وتنفيذ القرار 1701، وتسليم كل السلاح الى الجيش اللبناني، وانخراط كل القوى السياسية اللبنانية تحت مظلة الدستور للنهوض بلبنان، بعد حسم ملف التفاوض مع إسرائيل، شرعياً وقانونيا ودستورياً، بوجود فخامة الرئيس اللبناني المنتخب دستورياً، لادارة مفاوضات السلام مع العالم والحكومة اللبنانية الجديدة شرعياً.
لذلك كل المناورات السياسية التي تمارس على لبنان هي اختراق سياسي، وغير شرعي وغير دستوري تمارسه دول وتيارات مختلفة لها مصلحة لإبقاء لبنان في حالة اللا شرعية، وتعطيله امنياً ودستورياً وقانونياً وسياسياً وافتصادياً، حتى يستمر العبث بالسلطات وتعطيلها.
فمتى تحسم الأمور ويتوحد الأشقاء اللبنانيون على احترام شرعيتهم ودستورهم، لانهاء أزماتهم كلها بسلام، ويستقر لبنان، ويعود هذا البلد للنهوض من جديد؟
دعواتنا من القلب والضمير لاهلنا، وأحبتنا، وأشقائنا اللبنانيين بالاستقرار السياسي والاجتماعي، والله يرحم شهداءهم، ويشافي مرضاهم وجرحاهم، ويعيد حياتهم من جديد لقراهم وبلداتهم، والله يحمي "بيروت عروس وعاصمة البحر المتوسط والشرق"... اللهم آمين.
كاتب كويتي
[email protected]