حوارات
يُوغَرُ صدر الانسان "القلب" عندما تنشأ فيه العداوة، والحقد، والضغينة، ويوغر صدر المرء ضدّ أحدهم عندما يتلقّى منه عتاباً شديداً متواصلاً على كلام، أو تصرّفات شخصية، ربما كان مُرغماً عليها في حينها.
ويلتهب قلب الفرد تجاه أحدهم عندما لا يتوقّف الأخير عن لومه بشكل لاذع بحجّة عتابه، ومن بعض علامات وأسباب الإكثار في العتاب الذي يوغر الصدر، وكيفية استبداله بالنقد البنّاء والايجابي، نذكر ما يلي:
-العلامات والأسباب: أبرز علامات العتاب الشديد والمُفرط، هي اللّوم اللاّذع المستمر تجاه شخص ارتكب خطأ بشرياً وارداً، مثل زلاّت اللسان، أو ردود الفعل، والتصرّفات المتسرّعة التي أدّت إلى أخطاء غير جسيمة.
وكثرة استعمال أحدهم لكلمات تندّمية مثل "لو" و"ليتك قلت أو فعلت كذا"، واللوم الذي يتحوّل الى ذمّ بعض الصفات الشخصية للآخر البالغ، والتعامل معه وكأنه طفل صغير، لم يبلغ سنّ الرّشد.
واستعمال كلمات تصغيرية معه، بزعم عتابه، وتوبيخه بشكل لاذع، وإيغار صدره عن طريق الحطّ من كرامته، وتقديره لذاته، وكما قالت العرب قديمًا: "إفراط العتاب يولد الضغينة"، والتقليل من تفكيره، وربما الافراط في لومه على أخطاء لم يرتكبها.
وتشويه سمعته في بيئته المحيطة عن طريق نقده وهو غائب، ويمارس البعض العتاب المفرط بسبب إعتقادهم أنهم أفضل من الآخرين، أو على الأقل أفضل تفكيراً منهم، وربما الأكثر عقلانية، وذلك بسبب انغماس هؤلاء المعاتبين المفرطين في المثالية الأخلاقية، وظنّهم أنهم الأكثر أخلاقيّة من عامة الناس، وبسبب الإعجاب الشديد بالنّفس.
-بدائل العتاب المفرط: يجدر بالمرء العاقل عندما يرغب في عتاب إنسان آخر بالغ عمرياً أو صغير السنّ أن يركّز على نقد التصرّف السلبيّ، وليس الشخص نفسه، وأن يغلّف عتابه بالنقد البنّاء، وربما بتقديم النصائح غير المباشرة.
كذلك باقتراح الطرق والوسائل والحلول المناسبة والبنّاءة للتعامل مع بعض التحديّات، والمشكلات الحياتية، وبالمصارحة الأخوية الصّادقة، وبتذكير مرتكب الخطأ أنه يمكن له أن يكون أفضل مما هو عليه حالياً، وبتشجيعه على تطوير شخصيته، وباختيار أفضل طرق التفكير وأكثرها فائدة له، فليقلّل العاقل عتابه حتى يكثر عدد أحبابه!
كاتب كويتي
DrAljenfawi@