زين وشين
صديق ثقة عاد للتو من إجازة في بلد عربي شقيق، يقول جلست إلى جانبي بالطائرة صدفة امرأة حامل، على وشك الولادة، ويبدو أنها أول مرة تستقل طائرة، ولا أعرف كيف سُمح لها بركوب الطائرة، وهي على وشك ولادة، فالقوانين تمنع ذلك؟
وهنا سؤال آخر يطول بحثه، المهم أنها سألتني عن بديهيات السفر في الطائرة، بما فيها ربط الحزام، وهي حامل بشهرها الأخير!
وجاوبتها وفق معرفتي.
زبدة الكلام أنها حضرت إلى الكويت بتأشيرة زيارة، بكفالة زوجها المقيم في البلاد، ومدة الزيارة شهر لكي تلد في الكويت، فالولادة عندنا أرخص بكثير من الولادة في بلادها، والإمكانيات، والاهتمام أكبر، وإذا لاسمح الله حصل للمولود أي عارض صحي تتكفله الدولة على نفقتها!
الآن هناك مستشفى جديد للولادة على وشك الافتتاح، ويبدو أنهم على علم بذلك، وسيحاولون أن يسبقوا المواطنين اليه لتسجل أول حالة ولادة في المستشفى الجديد لوافدة، فهم الأولى، وأساساً مستشفى الولادة الجديد انشئ لأجلهم، فنحن من أهم عاداتنا إكرام الضيف، وهم ضيوف عندنا، ولابد أن نقتطع اللقمة من أفواهنا ونقدمها لهم!
وفق معلوماتي أن الزيارة غير قابلة للتجديد، ومن يتخلف يبعد هو والكفيل، فهل ستكفي زيارة شهر لامرأة على وشك الولادة، وهي تحتاج على الأقل 40 يوماً للراحة بعد الولادة؟
ما الذي سوف يحصل إذا كان المولود بحاجة إلى رعاية صحية خاصة، الأمر الذي يضطر الأم للبقاء في الكويت حتى يشفى، وهل هذه هي الحالة الوحيدة، أم هناك غيرها من حاملي "كروت الزيارة" الذين يقدمون إلى البلاد لغير الغرض المذكور في تأشيرة الزيارة؟
لا نريد الخوض بالتفاصيل، لكن بالتأكيد أن الحكومة ترى وتسمع، وتتابع، مثلنا فليس من المعقول أننا نحن فقط من يلاحظ ذلك!
كان الله في عوننا فقد وصلنا إلى درجة اننا نتابع ونتحسر على استغلال خدماتنا بهذا الشكل!
للعلم كل المستشفيات تعالج حاملي "كروت الزيارة"، وبالمجان، حتى أصبح "كرت الزيارة" هو تذكرة الدخول لأي مستشفى في الكويت، والبركة طبعا بالقوانين غير المطبقة، وضعف الرقابة، فلم نسمع في أحد الأيام عن طبيب أنهيت خدماته لتجاوزه القانون، إنما نسمع أن الدواء الفلاني غالي الثمن غير متوافر، بعد نفاد الكمية... وين راح ما ندري... زين؟