مختصر مفيد
أكتب باختصار، ومن الذاكرة، فخلال الخمسين عاما الماضية كثرت المصانع، والدخان المنبعث من السيارات، وزادت رحلات الطائرات، وما تنفثه من غازات في الجو، فارتفعت درجة الحرارة لدرجة أن جليد القطبين ذاب، فارتفع منسوب البحار، وأصبح يهدد بعض الدول والمدن، لهذا تُعقد مؤتمرات المناخ لتنظر الحلول لمشكلة التلوث، والتسخين الحراري.
في آسيا تهدد الصين باحتلال جزيرة تايوان، وتزعم أنها تابعة للأراضي الصينية، وفي كوريا الشمالية حكم مستبد فقد أعدم رئيس الدولة وزير الدفاع لأنه أخذ غفوة في اجتماع، ويهتم كثيراً بصناعة السلاح النووي، بينما شعبه فقير أو جائع، وفي وقتٍ ما، أمر هذا الرئيس شعبه بقتل الكلاب وأكل لحومها.
ويرأس الحكومة في الهند رئيس الوزراء نارندرا مودي، وله مواقف غير ودية نحو المسلمين، لكن العجيب انه لم تحدث حرب أهلية في الهند بين الطوائف الدينية، وأطاح الشعب في بنغلاديش بحكم الشيخة حسينة، رئيسة الوزراء، التي فرت الى الهند، لأنها حكمت بشكل فاسد.
وفي نيبال، كان الملك يحكم بلاده في وضع آمن ومستقر، لكن نواب المعارضة حطموا البلد، إذ طالبوا باصلاحات دستورية، وأججوا الشعب ضد الملك، فتدهور الوضع الداخلي، ونشبت حرب أهلية، وتنحى الملك عن السلطة، لكن الشعب دفع ثمناً باهظاً، فقد مات الألوف في الاشتباكات الداخلية، وظهرت توترات عرقية وطبقية مع فساد المسؤولين، والجيش، والشرطة.
في أفريقيا، هناك وضع خطير وجرائم شتى، ومن صورها عصابات تخطف التلميذات والأولاد في نيجيريا لمطالبة أهاليهم بالفدية، وفي غرب القارة تدهورت الأوضاع بعد عام 2011 فانطلق كثير من الأفارقة نحو الهجرة إلى اوروبا، فيتجمعون في شمال المغرب أو ليبيا للتسلل وعبور البحر بقوارب، حتى يدخلوا أوروبا، لكن الكثير منهم يموت غرقا، بعد أن يكون المهرب قد قبض الثمن، وتوارى عن الأنظار.
وتزامن دخول الأفارقة أوروبا مع دخول عرب نتيجة لأحداث ما يسمى "الربيع العربي"،، وهنا شن "داعش" بعض الأعمال الإجرامية في أوروبا، فسادت مشاعر معادية للعرب والمسلمين، وكان هذا سببا لفوز الأحزاب اليمينية المتعصبة في انتخابات البلدان الأوروبية.
في منطقتنا العربية شنت حركة "حماس" هجوما على اسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، فدمرت اسرائيل قطاع غزة، وقتلت الآلاف، ومن بينهم قادة في الحركة، ولما تدخل "حزب الله" اللبناني، اغتالت اسرائيل زعيمه، وردا على صواريخ الحزب المنطلقة من لبنان دمرت اسرائيل مباني في ضاحية بيروت الجنوبية، وفي البقاع.
حاليا تشن اسرائيل ضربات قوية على لبنان، لأن الحديث يجري عن احتمال التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار بين الجانبين، لهذا تكثف اسرائيل الضربات حتى تحصل على موقف تفاوضي لتفرض شروطها، وتحقق مكاسب سياسية.
لقد تنبأنا بفوز ترامب برئاسة اميركا، وبعد فوزه انطلقت صيحات المحللين السياسيين الأجانب، وأصابهم الفزع، وكل منهم يتوقع انحدار الوضع الدولي إلى أسوأ حالاته.
مهلاً، على رسلكم، إني أرى العكس من كثرة قراءتي السياسية، فعندما يتولى ترامب منصبه من المحتمل ان تهدأ الاوضاع، وندخل مرحلة سلام، فسوف تتوقف حرب اوكرانيا، ومن المعلوم أن ترامب شجّع دول الخليج على إقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل، مقابل إنشاء دولة فلسطينية، ومن المحتمل كذلك ان يحل السلام في المنطقة بعد الدمار في غزة وجنوب لبنان.
إيران تساعد الحوثيين عسكريا في اليمن، وهي جماعة متمردة قلبت نظام الحكم، فتدهورت أحوال البلد، وأطلقت مسيرات تقصف اسرائيل، وهددت السفن في باب المندب، فارتفعت تكاليف النقل والتأمين، وتضررت الدول ماديا بما فيها مصر.
لقد أضاعت ايران فرصا كثيرة، فبدلا من تدخلها في الشؤون العربية، لو أنها تركت سياسة القرون الوسطى وشجعت الاستثمارات العربية، والاميركية والاوروبية، على الاستثمار في ايران لنهضت البلاد، ولتحسنت معيشة المواطن الإيراني، والوضع الداخلي.
[email protected]