الأحد 11 مايو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طلال السعيد
كل الآراء

أعطوه... جنسية

Time
السبت 23 نوفمبر 2024
View
150
طلال السعيد
زين وشين

في سنة من السنوات الماضية، وفي إحدى دول الخليج الشقيقة، تم منح 12 لاعباً يمثلون منتخب تلك الدولة كاملاً لكرة القدم، وكلهم من الوافدين، تم منحهم جوازات سفر، وذلك يعني بمفهومنا تم تجنيسهم، ثم بعد عودة المنتخب ولاعبيه المجنسين إلى وطنه، وقد خيّب آمال جماهير الرياضة في تلك الدولة، ولم يحقق النتيجة المتوقعة، وقبل أن يغادر الوفد المطار، تم سحب الجوازات منهم كلهم من دون استثناء! لان هناك قراراً قوياً يحترم، ولم يجرؤ مغرد او ناشط، ان يخرج ويسأل: لماذا سحبت منهم الجوازات، او ينتقد، او يسأل عن قرار السحب.

كذلك لم يخرج احد ينتقد قرار منحهم الجوازات، او تجنيسهم، فالأمر سيادي يخص أصحاب الأمر فقط، فقد تم تجنيسهم من أجل هدف معين، وفشلوا في تحقيقه، وسحبت الجوازات وانتهى الأمر، هذا كان رأي القيادة هناك، وهذا ما كان، ولا مجال للاعتراض، أو حتى الاستحسان، فالسيادة تعني السيادة، والقرار السيادي بيد أصحاب الأمر.

نقول هذا الكلام بمناسبة ما نسمعه من مطالبات لبعض المغردين بتجنيس لاعب سجل هدفاً، أو حقق التعادل، الأمر الذي حدا بالبعض أن يتقمص شخصية الخليفة العباسي هارون الرشيد، حين يعجبه الشعر أو الشاعر فيقول أعطوه الف درهم، وها هم هنا يقولون أعطوه جنسية!

مشكلة حين يأمر، الذي لا يملك الحق بهذا الأمر بالذات، بإعطاء الجنسية بغض النظر عن كون من يطالب له بالجنسية يستحق أو لا يستحق، فهذا موضوع آخر، لكن نحن ننتقد كرم البعض غير المبرر، فكلهم يريدون أن يكونوا كرماء على حساب الدولة، ومن خلالها، وليس من حلالهم الخاص.

من يريد أن يكرم فليكرم من جيبه، ويقدم المكافأة لمن يستحقها، أو لا يستحقها، هو حر، فمن حكم بما له فما ظلم، لكن حين تكون المنحة جنسية الدولة، لا بد من التوقف والتفكير، ولنتساءل: من هو صاحب الحق في منح جنسية الدولة لأي شخص كان؟

وقبل أن نمنح أنفسنا حقا ليس لنا، ونستعجل بتوزيع المنح، دعونا نفكر ما الذي فعله من قبلهم من الذين تم تجنيسهم؟

ما إن دخلت الجنسية جيب أحدهم إلا وتغير، وأهمل، وعاد إلى مقاعد الاحتياط، ثم اعتزل، أو ادعى الإصابة على طريقة صلى المصلي لأمر كان يطلبه، ولما انقضى الأمر لا صلى ولا صام!

من أراد أن يكون كريماً فليعط مما يملك، ولندع عنا التدخل في أمور ليست من اختصاصنا... زين.

آخر الأخبار