تُعد الـ"هاكا" أحد العروض الثقافية الرائعة التي تحتفظ بها نيوزيلندا، وتعتبر جزءاً مهماً من تراث السكان الأصليين.
إنها رقصة "موري" التقليدية التي تمزج بين صراخ شجاع وحركات الأيدي المعبّرة، وفي السنوات الأخيرة، أصبحت الـ"هاكا" شائعة ومحبوبة على نطاق واسع، مع انتشارها في المجالات السياسية، والرياضية، والترفيهية. تعتبر الـ"هاكا" رمزاً للهوية الثقافية والقوة للموري، وتنقل رسالةً قوية عن الوحدة والتحدي.
إن رؤية مجموعة من السياسيين، أو الرياضيين، أو الفنانين يؤدون الـ"هاكا" قد تكون ملهمة للغاية، إذ تعكس الشغف والتفاني، والروح القتالية.
على مر التاريخ، تطورت الـ"هاكا" لتشمل العديد من الإصدارات المختلفة التي تعكس تنوع الثقافة الموري، وتُعبّر الـ"هاكا" الحديثة عن القضايا الاجتماعية والسياسية، مثل حقوق الأراضي والهوية القومية، فهي تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها أمة الموري، وتعزز الوعي المجتمعي للتعايش والتعاون. إن شعبية الـ"هاكا" تتزايد بشكل مستمر، حيث يُصبح المزيج الفريد من الطاقة والرمزية ضرورة للكثير من الأحداث المهمة. ومع ذلك، يجب علينا أن نحترم هذا التراث الثقافي المهم، ونفهم معناه العميق لدى السكان الأصليين.
باختصار، فإن الـ"هاكا" النيوزيلندية هي تجسيد للهوية، والقوة، والتميز للسكان الأصليين، وانتشارها في المجتمع المعاصر يعكس قوة استمرارية ثقافة الموري، ومرورها من جيل إلى جيل، ويجب أن نستفيد منها.
ورسالة إلى رئيس مجلس الوزراء،
إنه سوف يواجه رئيس الوزراء مسؤولية كبيرة في التعامل مع القضايا الاجتماعية والسياسية التي تؤثر في المجتمع، من بين هذه القضايا المهمة تأتي حقوق الأراضي والهوية الوطنية، التي تعدّ من القضايا الحساسة والمهمة نظراً إلى تأثيرها على تماسك المجتمع واستقراره.
القضايا الواقعة على عاتق رئيس مجلس الوزراء في ما يتعلق بحقوق الأراضي الفضاء، تتطلب من سموه التصدي لقضايا الأراضي، وإيجاد حلول عادلة واستفادة منها، والعمل على تحقيق التوازن بين مطالب المجتمع والمصالح الوطنية. أما بالنسبة للهوية الوطنية، فيتعين على سمو رئيس مجلس الوزراء أن يعزز الوحدة والتعايش السلمي بين الجماعات المختلفة ضمن الوطن الواحد.
وأن يعمل على دعم تعدد الهويات، والمساواة في الفرص والحقوق، مع الأخذ في الاعتبار ثقافة وتاريخ الشعب، وتشجيع الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة.
من المهم أن يكون لدى سموه قدرة على العمل الجماعي لتحقيق التغيير المطلوب في المجتمع، وأن يعمل بشكل شفاف، ومشاركة المواطنين في صنع القرارات، الاجتماعية والسياسية، التي تؤثر على حياتهم.
باختصار، أن يتعامل بجدية ومسؤولية تجاه قضايا حقوق الأراضي والهوية الوطنية، والحوار والتواصل مع جميع الأطراف المعنية من أجل تحقيق التوازن والعدالة الاجتماعية في البلد.
حفظ الله الكويت وشعبها، إنه سميع مجيب.
كاتب كويتي