الاثنين 25 نوفمبر 2024
23°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.لولوه البورشيد
كل الآراء

أهمية الدعم الاجتماعي والعائلي في معالجة قضايا الصحة النفسية

Time
الأحد 24 نوفمبر 2024
View
10
د.لولوه البورشيد

تعتبر الصحة النفسية أحد الجوانب الأساسية لصحة الفرد وسعادته.

كما أن التحديات النفسية التي يواجهها الناس، مثل الاكتئاب والقلق والضغوط النفسية، تتطلب استجابة شاملة تتجاوز العلاج الطبي التقليدي، وهنا يأتي دور الدعم الاجتماعي والعائلي، كعوامل حاسمة في تعزيز الصحة النفسية، وتعزيز عملية الشفاء.

فالدعم الاجتماعي يشير إلى شبكة العلاقات التي تدعم الفرد في الأوقات الصعبة، ويمكن أن يأتي هذا الدعم من الأصدقاء، وزملاء العمل، أعضاء المجتمع، أو من مجموعات الدعم.

هناك جوانب عدة لأهمية الدعم الاجتماعي في معالجة قضايا الصحة النفسية:

1 - تقليل الشعور بالوحدة، فالتواصل مع الآخرين يساعد في تخفيف الشعور بالوحدة والعزلة الذي قد يعاني منه الأفراد في أوقات الأزمات النفسية.

2 - تحسين المزاج: وجود أشخاص يدعمون الفرد يمكن أن يعزز من مشاعر الإيجابية والسعادة.

3 - تبادل التجارب: مشاركة الآخرين في التجارب يشجع على الفهم المتبادل، ويعزز من قدرة الأفراد على تخطي المشكلات.

4 - تقديم المساعدة العملية: يمكن للدعم الاجتماعي أن يتضمن تقديم المساعدة العملية، مثل العناية بالأطفال، أو التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية.

أما في ما يتعلق بالدعم العائلي، فهذا يؤدي دوراً محورياً في حياة الفرد، وتأثيره على الصحة النفسية لا يمكن إنكاره، فهذا الدعم يمكن أن يشمل الحب، العطف، الدعم العاطفي، والمساعدة بالتوجهات السلوكية الإيجابية، وبعض فوائد الدعم العائلي:

1 - تعزيز الأمن العاطفي: وجود عائلة داعمة يوفر شعوراً بالأمان، ويعزز من قدرة الفرد على مواجهة التحديات النفسية.

2 - تعزيز الهوية والانتماء: فالعائلة تؤدي دوراً أساسياً في تشكيل هوية الفرد، ودعم العائلة يمكن أن يعزز من إحساس الانتماء، والثقة بالنفس.

3 - التدخل المبكر: في كثير من الأحيان، يمكن لعائلات الأفراد أن تلاحظ العلامات المبكرة لمشكلات الصحة النفسية، وتقدّم الدعم قبل أن تتطور الأمور.

4 - توفير بيئة صحية: العائلة يمكن أن تساهم في إنشاء بيئة إيجابية وصحية، تعزز من عادات الحياة الصحية مثل التغذية الجيدة، والنوم الكافي.

إن الدعم الاجتماعي والعائلي يمثلان عنصرين في معالجة قضايا الصحة النفسية، من خلال تفعيل هذه الشبكات الداعمة، يمكن للأفراد أن يشعروا بالقوة والقدرة على تجاوز التحديات التي تواجههم.

ومن المهم أن تدرك المجتمعات وأفراد العائلة قيمة هذا الدعم، وأن يسعى الجميع إلى تعزيز الروابط الاجتماعية والعائلية كجزء من ستراتيجية شاملة للصحة النفسية.

في النهاية، فالصحة النفسية ليست مجرد غياب الأمراض النفسية، بل هي حالة من الرفاهية تشمل الجوانب العاطفية والاجتماعية والنفسية، وبالتالي فإن الدعم الاجتماعي والعائلي هو المفتاح لتحقيق هذه الحالة.

‏كاتبة بحرينية، خبيرة قانون دولي

آخر الأخبار