صرح رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني الملياردير نجيب ميقاتي بأن تكلفة الآثار المدمرة جراء العدوان الصهيوني على إعادة الإعمار تزيد على أكثر من 50 مليار دولار، وأنه بصدد جولة إلى بلدان الخليج لجمع الأموال وإعادة البناء. ليست المرة الأولى التي يتعرض لبنان فيها إلى حروب داخلية، أو عدوان خارجي، لا سيما من إسرائيل، وفي كل مرة يسارع الخليجيون إلى إعادة إعمار ما هدمه العدوان.الخليجيون، والكويت تحديداً، لم ولن يكونوا بعيدين عن لبنان، لا في السلم و لا في الحرب، فهو جزء من قلب الخليج، والكويت أولاً، لا نزال نتذكر بطولة وشهامة رئيس وزراء لبنان الراحل سليم الحص، الذي منذ صبيحة الغزو العراقي العدواني على الكويت، كان أول مسؤول عربي في دولة عربية يعلن رفض لبنان للغزو.
أجدد القول: لبنان لن يكون بعيداً عن قلب الكويت، فالكويتيون فطورهم في لبنان وغداؤهم في الكويت، إنها علاقة لم تحدد بالقلم والمسطرة لكنها سطرتها القلوب المفتوحة منذ زمن بعيد بين الكويت ولبنان، هذا لم يعد الدولة السياحية الأولى في كل العالم، كما كنا نراه في زمن كانت السياحة لا نراها إلا في لبنان، في شواطئها ومقاهيها ومكتباتها ومحالها، التي تعرض أحدث الموديلات الآتية من باريس ولندن وروما.
لبنان بلياليه وحفلات السهر والسمر في مطاعمه وملاهيه، مهما تباعد الكويتيون في أسفارهم ورحلاتهم وسرحوا في بلاد يكتشوفونها لا على خريطة البلدان، لكن يكتشفونها بمغامراتهم كأبناء السندباد، ترى راية الكويت منصوبة على قمة جبل ومطعم وفندق، إنهم الكويتيون المحبون للرحلات والمغامرات والغناء "هو يا مال". لبنان الآن في أسوأ وضع، شعب يفر من منزله من هول الصواريخ والقنابل التي تنزل على رؤوسهم وهم نيام، في صراع لا طول ولا عرض لهم فيه، وكان يمكن أن يبقوا في أمن وسلام مثلهم مثل الآخرين، إلا أن البطولة الفارغة والمغامرات الحمقاء، والحروب بالنيابة ورطت لبنان والشعب المنكوب.
لبنان بعضهم لا يزال يريد البكاء على الضحك، والأكثرية ترى وطنها مرهوناً بيد الآخرين، وإعادة إعمار ما هدمته الأيدي المجرمة في حرب لا يد للبنانيين فيها، يجعلنا نتساءل: كيف يدفع الخليجيون ثمن إجرام الآخرين، "حزب الله" مرتهن لإيران، والطفل الذي يتلقى تعليماته من طهران، فأين دور إيران أو هل لإيران يد في إعمار لبنان؟
الأبعد من هذا، ما دور أثرياء لبنان الذين يملأون بطونهم من حليب وطنهم، ولا يصرفون ليرة واحدة على إعماره، سياسيو لبنان لو كانوا يريدون إعمار لبنان، وحدهم بأموالهم في شهر واحد يعيدون لبنان كما كان بل وأفضل؟
أقول كما قال زميلنا رئيس التحرير الأستاذ أحمد الجار الله: على اللبنانيين قلع أشواكهم بأيديهم، لعلهم يجعلون من هذا العدوان الصهيوني الغزاوي آخر الحروب وآخر العدوان.
صحافي كويتي
[email protected]