حوارات
يشير طريق الرَّشاد، في هذه المقالة إلى الطريق الأخلاقي المستقيم، وإلى الرُّشْد، والنضج النفسيّ، وكل ما هو خلاف للغيّ، وهو أيضاً طريق الخير، وطريق سداد الرأي الشخصي.
وفي عالم اليوم المضطرب، طريق الرّشاد هو طريق صعب وعْرٌ لا يستطاع الاسترشاد إليه بسهولة لأسباب محدّدة، ومن بعض وُعُورَة طريق الرّشاد، وبعض مبادئ وسلوكيّات الاهتداء إليه، نذكر ما يلي:
- وُعُورَة طَريق الرَّشاد: يمثّل الانغماس الاختياري للإنسان في بيئة فاسدة أخلاقياً أحد أبرز أسباب صعوبة اهتدائه لطريق الرّشاد والاستقامة الأخلاقية.
وعندما يغلب الهوى العقل فسيصعب الخروج من دوّامة الغيّ، وبسبب غلبة أصوات الفساد على أصوات الصلاح، والانغماس المفرط في الحياة الماديّة، والتعرّض لتربية أسرية فوضوية وسيّئة، وبسبب ضعف ضبط النفس، وافتقاد الفرد لمهارات التعامل مع إغراءات الحياة الدنيا، ولضعف قدرته على تحديد أولوياته، وأهدافه الحياتية، ولاختلاطه المفرط بالمتفرّغين والتافهين والسذّج، وربما بسبب جهله الاختياري بالحقائق الثابتة في الحياة الانسانية، ولعدم رغبته في التعلّم والاتّعاظ من تجاربه وتجارب الآخرين.
وربما بسبب ضعف إيمانه، ولقلّة تقديره لذاته، ولضعف ثقته بنفسه، وشغفه في ما لن ينفعه في حاضره أو مستقبله، او بسبب انبهاره الشديد بما يطلق عليه "الحضارة" الغربية، ولعدم نضجه النفسيّ، ولانخفاض مستوى رشده، الفكريّ والأخلاقيّ، ولتبعيته المفرطة لأيديولوجيّات القبلية، والطائفية، والفئوية المنغلقة على نفسها.
- مبادئ وسلوكيّات الرّشاد: تغليب العقل على الهوى، والتواضع، ومعرفة قدر النفس، والاعتدال في التصرّفات الشخصية، ومخالطة الرّاشدين والمستقيمين أخلاقياً، وبالقراءة المستمرة في علم النفس الاجتماعي، وبزيادة الانصات وتقليل الكلام.
وبممارسة التأنيّ والتفكّر في نتائج وعواقب الأقوال والتصرّفات الشخصية، وبضبط النفس، والحرص على تحديد الأولويات والأهداف الشخصية، وتنظيم الوقت الشخصي، وتقليل استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، وتقليل استعمال الهاتف الذّكي. وباستعمال العقل في التفكير، وخصوصا خارج الصندوق، وبتنقية العقل من التحيّزات السلبية، وتأكيد الاستقلالية الفكرية عن طريق رفض الانصياع للأيديولوجيات المصطنعة، والاعتزاز بالحريّة الفكريّة، وتقويتها بكل الطرق والوسائل المتاحة، والسعي للتخلّق بأخلاق القرآن الكريم، وبالاقتداء برسول الله (صلى الله عليه وسلم).
كاتب كويتي
DrAljenfawi@