صدر عن دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع أخيراً كتابان للإعلامي والكاتب الكويتي ماجد يوسف العلي بعنوان "ندمان خلف القضبان" و"ليتني يتيم".
جاء الكتابان متجانسين إلى حد كبير في ما يثيرانه من قضايا، حيث يتمكن العلي في كتابه الأول من الوصول إلى السجن المركزي ولقاء نزلائه، والوقوف على الظروف التي ساقتهم إلى القبوع خلف القضبان، فيما يرتحل في الكتاب الثاني إلى دور الرعاية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، فيلتقي نزلاءها، ويستوضح حيثيات وصولهم إلى هذه الدور.
ويتكشف للقارئ من هذين الكتابين أن العلي يطرح موضوعات سبق نشرها كمواد صحافية قبل نحو خمس عشرة سنة في صحيفة "الراي"، لكنه أعاد صياغتها، وانتخب الأهم والأنسب منها، وطرحها عبر الكتابين.
وقد كان لهذه الموضوعات وقع كبير، شعبياً ورسمياً، وقت نشرها، لأنها استطاعت النفاذ إلى المغيّب والمسكوت عنه، ونشره على الملأ.
وعلى أثر التفاعل الكبير مع ما نُشر، قامت الحكومة بإصلاحات عديدة طالت السجن المركزي ودور الرعاية.
في كتابه "ندمان خلف القضبان"، يطرح الصحافي والكاتب ماجد العلي 27 حكاية من حكايا نزلاء السجن المركزي، عبر اللقاء بهم، ومعايشته لهم.
ويبررإعادة نشر هذه الحكايا بقوله: "ما اتخذت قراري بإعادة نشر تلك القصص إلا رغبة في أن يأخذ من يقرؤها العبرة والعظة، وأن يجد من خلالها السبيل للبعد عن هوى النفس وطريق الفساد، الذي أوصل كثيراً من نادمينا إلى غياهب السجن، وبعضهم إلى حبل المشنقة".
في كتابه الثاني "ليتني يتيم"، يعايش الكتاب حياة النزلاء في دور الرعاية، هذه الفئة التي يطلق على أفرادها اسم (أولاد الشؤون)، وهم الأبناء والبنات الذين اختلفت أماكن العثور عليهم.