حوارات
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" (المائدة 8).
يشير مصطلح التحيّز النفسيّ اللاَّ أخْلاقِيّ الى ميل الانسان الى ما يخدم مصلحته الذّاتية، على حساب حقوق الآخرين، وهو يرتكز على ترسّخ ميول نفسيّة، نرجسيّة وسلبية، تخلق على ما يبدو نقاطاً عمياء نفسية في عقل وقلب الفرد المتحيّز لا أخلاقيّاً، وتمنعه من التفكير بشكل منطقي وأخلاقي تجاه أقواله وتصرّفاته، ونتائجها، أو عواقبها على الناس، وربما تقوده الى اتخاذ قرارات شخصية كارثية.
ومن بعض أسباب التحيّز النفسيّ السلبي، وتعارضه مع ما هو أخلاقيّ نذكر ما يلي:
-الأسباب: كلما ضاق نطاق تفكير المرء (أفقه الفكريّ)، شحّت نفسه، وحرص بإفراط على تحقيق مصالحه الشخصية، على حساب ما هو أخلاقيّ.
وبسبب ضعف النضج النفسيّ عند الانسان البالغ عمرياً، ولعدم اكتراثه بمسؤولياته الأخلاقية تجاه الناس الآخرين، مع أنه ملزم قانونياً وشرعياً وأخلاقياً بذلك.
وبسبب محدوديّة التفكير، وضعف الوعي الاجتماعي، والتأثّر السلبي بالقبلية، أو الطائفية، أو الفئوية الفوقيّة، وبسبب المخالطة المستمرة للمتحيّز لمن يشابهه، ولقلّة سفره، وضعف إيمانه الدينيّ، ولتوارثه لتحيّزاته النفسيّة الضيّقة من والديه أو أحدهما.
كذلك بسبب نفاقه الأخلاقيّ (ازدواج المعايير الأخلاقيّة)، وربما سوء التعليم الذي تلقّاه في مرحلة الطفولة، وغلبة هواه على عقله، ولقلّة الشفقة والرحمة والانصاف في تكوينه النفسيّ الداخلي الفطريّ، وبسبب انغماس المتحيّز في الحسد، والغيرة، والتنافس النرجسيّ تجاه من يعتقد أنهم أفضل منه.
كما يميل من ينغمس بإفراط في توافه الأمور، ومن يحشر أنفه في الشؤون الخاصة بالناس الى التحيّز اللاّ أخلاقي في كلامهم وتصرّفاتهم، وربما بسبب فساد النيّة، وعدم الحرص على تنقيتها وتطهيرها مما هو لا أخلاقيّ، وربما قلّة قراءة القرآن الكريم والتدبّر في معانيه النبيلة، ولعدم الاقتداء برسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) في الحياة الخاصة، وأثناء التعامل مع الناس في الحياة العامة، ولغياب القدوة الصالحة في الحياة الخاصّة.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@