الأربعاء 15 يناير 2025
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 م. عادل الجارالله الخرافي
كل الآراء

"خليجي 26" بين مباراتي العراق والأردن!

Time
الاثنين 25 نوفمبر 2024
View
80
م. عادل الجارالله الخرافي

هناك سؤال يشغل معظم المواطنين، وهو: لماذا كانت المباراة بين المنتخبين الكويتي والأردني رائعة التنظيم، وكان لها رونقها الذي يعبر عن طاقات كبيرة، فيما كانت المباراة بين المنتخبين الكويتي والعراقي سيئة، الى حد رأينا محاكمات لبعض المسؤولين الرياضيين؟

إن هذا السؤال لا ينحصر في المناسبتين، بل يدور بشأن مختلف المؤسسات الرسمية، إذ فيها الكثير من العيوب التي لم يجر إصلاحها، وهي موجودة منذ سنوات، وليست وليدة اليوم، كما أنه يضع الكثير من علامات الاستفهام على السلوك الرسمي الذي يبدو أنه يخضع للموسمية، أو المزاجية، فيما الأصل ان كل فعل يجب أن يصب في مصلحة البلاد، والقانون هو الحكم بين الجميع، بما لا يخل بالأداء، فلا يجتهد وزير أو وكيل، أو مسؤول تنفيذي في أمر واضح، إلا إذا كان ذلك يحقق مصلحة البلاد.

في العقود الماضية خضعت الرياضة، كغيرها من القطاعات، لمزاجية المسؤولين، وخاض الجميع صراعات أدت إلى فشل الإدارة، لسبب بسيط، وهو أن يثبت المسؤول أن كلمته تمشي، حتى لو كان على خطأ، وهذه المناكفات عطلت الكثير من المشاريع، فيما تركت الاستحقاقات للزمن، وهذا أفظع ما عاشته الكويت، وتسبب بالكثير من فشلها في قطاعات عدة.

ولأن الرياضة هي المختبر الذي تظهر فيه العيوب سريعاً، شهدنا تراجعها على كل المستويات، إلى حد جعل الجميع لا يتحسر فقط على ما وصلت اليه، بل يعتبرها مصابة بشلل رباعي لا يمكن علاجه.

وبدلا من التنافس جدياً على أسس وطنية، والعمل وفق برامج تؤدي إلى الحلول للقضايا والأولويات التي ينتظرها المواطن، فقد تركز الصراع حول المناصب والفوائد الشخصية، ومن يمتلك القرار في هذه المؤسسة أو تلك، والهيمنة عليها، أو على القطاع، وتناسى الجميع أن علة وجود المجتمع الكويتي الروح الديمقراطية، التي تعني التنافس الشريف على خدمة المجتمع، وليس الاستحواذ.

لهذا حين نقارن بين المباراتين، نجد تراكمات الماضي ظاهرة للعيان في المباراة الأولى، فيما الثانية، ومع وجود وزير الإعلام على رأس اللجنة المنظمة للمباراة، أجادت هذا التنظيم، لكن هذا لا يكفي، لأن ليس كل نشاط يجب أن يكون على رأسه وزير، أو مسؤول كبير كي ينجح، فالدول فيها يوميا الاف النشاطات، وليست كلها برعاية الوزراء، انما برعاية الضمير الانساني، والوطني الذي يجب ان يسود.

لهذا منذ سنوات يطرح السؤال الجوهري: هل يتوقع المتصارعون أن هيمنة طرف على آخر هي الحل، وهل هو الطريق الذي سيحل قضايانا، ويعالج تحدياتنا، ويأخذنا إلى بر الأمان والتنمية؟

لقد بينت التجربة أن البلاد، ومنذ بداية الألفية الثالثة، واقفة ساكنة لم تحرز أي تقدم يذكر، فيما المواطن منذ عقود يترقب الحلول لمشكلات كثيرة، غير أن ذلك لم يحدث، إذ لا يسمع المواطن سوى جعجعة ولا يرى طحينا، وأعتقد أن اليوم الفرصة سانحة كي يرى المواطن ذلك الطحين الذي يوفر له الأمل بغد مشرق.

لقد عشت تجربة العمل النقابي والبرلماني والوزاري، ولمست لمس اليد كيف يعطل الصراع والنزاع إرادة البناء والتطوير، ويحد من قدرة أي فريق على ابتكار الحلول والمعالجات وتطبيقها على أرض الواقع. إنني لست متشائما، لكنني أتوقع أن نستفيد من التجارب، فالفرصة سانحة، لكن الوقت يدهمنا، ونحن على بعد أسابيع من "خليجي 26"، نأمل أن تحظى هذه المناسبة بجهد مميز من المسؤولين كي نخرج بأبهى صورة تعبر عن الكويت، التي هي في ذاكرة الجميع أيقونة.

آخر الأخبار