اتفاق وشيك لوقف حرب لبنان... و"ضوء أخضر" إسرائيلي لهوكشتاين

بيروت، عواصم - وكالات: وسط تضارب ليل أمس، بشأن إعلان وشيك لوقف حرب لبنان، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن مصادر واسعة الاطلاع أن الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون سيعلنان صباح اليوم الثلاثاء وقفاً للعمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً.

ويوم امس، ساد التفاؤل الحذر واشنطن، بإمكان نجاح الصيغة الأميركية لوقف العمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً، على أساس إخلاء "حزب الله" للمنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني بشكل يمكن التحقق منه، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو البري المحدود للأراضي اللبنانية.

من جانبه، قال وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار سيتوقف على التنفيذ الذي من شأنه أن يبقي "حزب الله" منزوع السلاح وبعيد عن الحدود، معتبرا أن الاختبار لأي اتفاق سوف يكون في منع "حزب الله" من التحرك جنوباً وراء نهر الليطاني ومنعه من إعادة بناء قوته وإعادة تسليحه في كل أنحاء لبنان، بينما قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر إن إسرائيل تتحرك صوب وقف لإطلاق النار مع "حزب الله" لكن لا تزال هناك مشكلات عالقة لمعالجتها، لكن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير قال إن إسرائيل عليها أن تواصل الحرب لحين تحقيق النصر المبين، ووجه كلامه لنتنياهو قائلاً على "إكس": "لم يفت الأوان بعد لوقف هذا الاتفاق"، واصفا إياه بأنه "خطأ كبير"، معتبرا الوقت الحالي يمثل "فرصة تاريخية للقضاء على حزب الله لا يجب تفويتها". وأكدت وسائل إعلام اميركية وإسرائيلية أن التوصل لاتفاق لوقف النار في لبنان يبدو أنه باتَ أقرب من أي وقت مضى، بالنظر إلى مهمة المبعوث الأميركي آموس هوكستين التي تنتهي في منتصف ديسمبر، وموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المقترح الأميركي في انتظار موافقة الكابينت، بينما نفى مسؤول إسرائيلي منح هوكستين الضوء الأخضر لإنجاز اتفاق، قائلا إن نقاطا لا تزال عالقة في اتفاق التسوية تحتاج إلى حل لكن الأمور تتجه إلى إنجازها.

وقالت المصادر إن هناك نقاطا خلافية، لكنها سرعان ما تتآكل بمجرد تقديم أميركا ضمانات كمراقبة جوية عبر الأقمار الاصطناعية، وإقناع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدم مشاركة فرنسا في آلية تنفيذ المراقبة ومراقبة الأجواء خلال 60 يوما من وقف إطلاق النار، لافتة إلى أن نتنياهو حصل على ضمانات من واشنطن بحرية العمل في لبنان حال حدوث انتهاكات، بينما أشار مسؤول أمني لهيئة البث الإسرائيلية إلى أن الدولة اللبنانية ستدفع الثمن إذا لم يتم التوصل قريبا لاتفاق.

من جانبها، أكدت القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية أن هوكستين حدد موعدا نهائيا للمسؤولين في إسرائيل ولبنان للتوصل لاتفاق أو الانسحاب من جهود الوساطة، وقال مكتب نتنياهو للقناة الإسرائيلية إن الرسالة وصلت، لكن ليس من الواضح ما إذا كان موقفا أميركيا رسميا أم ممارسة للضغط على إسرائيل ولبنان، فيما أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن نتنياهو لا يزال يرفض وجود فرنسا في لجنة المراقبة بعد موقفها المؤيد لقرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الحرب الإسرائيلي السابق يوآف غالانت.

وبينما ذكرت قناة "اي 24" الإخبارية أن أعضاء الكنيست في الائتلاف الحكومي يحاولون التحرك ضد التسوية والضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لعدم التوصل إلى اتفاق، قائلة إن اعضاء لجنة الخارجية والأمن يطالبون نتنياهو بعرض الاتفاق على اللجنة لان الاتفاق ليس مؤقتا ويجب مناقشته في الكنيست، قال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هيرتزوج إن إسرائيل ربما تكون على بعد أيام من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع "حزب الله".

بدوره، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول أميركي القول إن اتفاقا لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، أصبح أقرب، وقال نراسل الموقع باراك رافيد في تغريدة على حسابه في منصة "أكس" إن المسؤول الأميركي أبلغه أيضا بأنه لا يزال هناك بعض العمل يتعين القيام به، في إشارة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.

من جهته، نقل مراسل قناة "الحرة" الأميركية في تل أبيب عن قناة "كان 11" العبرية قولها إن الاتفاق مع لبنان قد أصبح جاهزا، ويجري الآن بحث كيفية طرحه أمام الجمهور من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، مضيفة أنه تم إعطاء الضوء الأخضر للوسيط الأميركي آموس هوكستين، للمضي قدما في التوصل إلى الاتفاق، مشيرة إلى أن نتنياهو صادق خلال جلسة أمنية مصغرة مع وزراء الحكومة الإسرائيلية على المضي قدما نحو الاتفاق، بينما أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الإعلان عن الاتفاق قد يتم خلال أيام، مع التركيز على ضمان حرية التحرك العسكري الإسرائيلي في منطقة الحدود السورية-اللبنانية، وأكدت تقارير أن إسرائيل تلقت ضمانات أميركية بهذا الشأن في حال حدوث انتهاكات للاتفاق.

وقال عضو الكابينيت الوزير زئيف الكين الذي شارك في الجلسة التي عقدها نتانياهو ليل أول من أمس، إن هناك تقدما في المفاوضات خاصة في ظل تنازل "حزب الله" عن مواقفه وربطه لبنان بما يجري بغزة بعد الضربات المكثفة التي تلقاها، مضيفا "هناك مفاوضات مكثفة ولكن لا يوجد اتفاق ولم يتم عرض اتفاق نهائي بعد على أعضاء الكابينيت ومن السابق لأوانه الشعور بالنشوة".