جنود إسرائيليون يتفقدون موقعاً سقط فيه صاروخ أُطلق من لبنان وأصاب منزلاً في كريات شمونة شمال إسرائيل (أب)
صواريخ "حزب الله" دمرت 9 آلاف مبنى بالشمال... ولبنان يشكو أمام مجلس الأمن الاستهداف المتعمّد للجيش
بيروت، عواصم - وكالات: على الرغم من تصاعد المؤشرات الإيجابية المبشرة بقرب الاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، شهد لبنان واحدا من أكثر أيامه دموية أمس، وتعرض على امتداد خريطته لهجمات إسرائيلية واسعة استهدفت مناطق متفرقة، حيث شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية عنيفة على مناطق مختلفة في الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهدف مبنى مؤلف من 4 طوابق و يؤوي نازحين في منطقة النويري في بيروت، وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن غارة العدو الإسرائيلي على النويري في العاصمة أدت لاستشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة 26 آخرين بجروح. ولا تزال أعمال رفع الأنقاض مستمرة.
وفيما شن الجيش الإسرائيلي غارة جوية استهدف فيها أطراف مخيم الرشيدية في مدينة صور، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم 20 هدفا لـ"حزب الله" خلال 120 ثانية، مشيرا إلى أنه شن سلسلة غارات طالت 20 هدفا لـ"حزب الله" خلال "عملية سريعة استمرت 120 ثانية ومن خلال ثماني طائرات حربية" في منطقة بيروت، وذكر أنه "من بين الأهداف المستهدفة 7 أهداف لإدارة وتخزين أموال تابعة لحزب الله وأيضا مقرات قيادة ومخازن أموال وفروع تابعة لجمعية "القرض الحسن" التي يستخدمها حزب الله لجمع وتخزين أموال" يستخدمها "للتسلح العسكري"، وأضاف أن "طائرات حربية لسلاح الجو استهدفت 13 هدفا آخر لحزب الله في الضاحية الجنوبية ومن بينها مركز للوحدة الجوية ومقر استخبارات ومقرات قيادة ومستودعات أسلحة وغرفة عمليات ومستودع مدفعية ومبان عسكرية"، بينما وثق مقاطع فيديو آثار الدمار جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مناطق متعددة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية وغطت سحب الدخان سماء بيروت، وواصل تفجير المنازل في جنوب لبنان، وصعّد "حزب الله" هجماته الصاروخية وخاض مقاتلوه معارك ضارية ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في الجنوب ودك كريات شمونة والمستوطنات الحدودية شمال إسرائيل بصليات صاروخية، وسقطت بعض الصواريخ قرب تجمع للجيش الإسرائيلي في كريات شمونة، وأصيب أربعة جنود إسرائيليين بموقع جبل الشيخ الحدودي بهجوم مسيرة لحزب الله، وبالتزامن عمدت القوات الإسرائيلية على ما جرت العادة في بعض القرى، إلى تفجير منازل مدنية في بلدة القوزح الحدودية، وصعدت هجماتها على مختلف المناطق لاسيما الضاحية الجنوبية لبيروت، فضلا عن الجنوب والبقاع، وهاجمت مئات المواقع لحزب الله.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن عدد المنازل المدمرة في شمال إسرائيل جراء صواريخ "حزب الله" تجاوز الـ8 آلاف و800 منزل، إضافة لتضرر نحو سبعة آلاف مركبة ونحو 300 موقع زراعي، واصفة الدمار في كريات شمونة بأنه "لا يصدق"، قائلة إن ترميم المدارس المتضررة فقط سيستغرق نحو أربعة أشهر"، مضيفة أنه لا يكاد يوجد مبنى سليم في البلدات الحدودية مع لبنان، ومعظم المنازل بحاجة إلى ترميم أو هدم.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع أن إسرائيل كانت ستواجه على الأرجح قراراً من مجلس الأمن بوقف الحرب في لبنان، مشيرة إلى أن الحاجة لإراحة قوات الاحتياط المستنزفة في لبنان وغزة دفعت نحو اتفاق مع لبنان، بينما نقلت "القناة 13" العبرية عن رئيس مجلس مستوطنات المطلة في شمال إسرائيل قوله إن "الاتفاق مع حزب الله خنوع محرج ومحزن، ويأتي بعد تدمير 70 في المئة من منازل البلدة، وأطالب السكان بعدم العودة".
في المقابل، وبينما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق بعد مقتل 45 جنديا من الجيش اللبناني، ونددت قوة حفظ السلام "يونيفيل" بالهجمات التي شنتها إسرائيل على الجيش اللبناني، تقدم لبنان بشكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي، ردًّا على استهداف إسرائيل المتواصل والمتعمّد للجيش اللبناني.