زين وشين
يتداول الناس في دولة الكويت، عبر وسائل التواصل الاجتماعي شريط فيديو يتحدث عن صراع شيوخ الأسرة الحاكمة الكويتية، وقصة إبعاد المرحوم الشيخ جابر العلي عن ولاية العهد، بعد أن كان قريباً جداً منها، وتعيين المغفور له الشيخ سعد العبدالله ولياً لعهد الشيخ جابر الأحمد، رحمهم الله أجمعين.
لا اعرف لصالح من فتح تلك الملفات، التي تجاوزها الزمن، ولا نجد مبرراً لسكوت الحكومة على مثل تلك الفيديوهات، التي توزّع بين حين وآخر لزرع الفتنة، ولا تجد من يردع مروجيها، أو منتجيها، أو من أمر بإنتاجها. ألا يعلم أولي الأمر أن من تغدى بفرد منهم لا بد وأن يتعشى بالفرد الآخر، طال الوقت أم قصر، وألا يعلم كل هؤلاء أنه إذا لطم الأنف دمعت العين؟
مثل هذا الأمر يجب أن لا يترك من دون محاسبة قوية وجادة، وعقاب رادع يجعل أحدهم يتلفت حوله قبل أن يخوض بمثل هذه الأمور.
أما بالنسبة إلى المرحوم جابر العلي، فهو لم يخرج في يوم من الأيام من دائرة الحكم، حتى وإن خرج من الوزارة أو من ولاية العهد، فقد كان حاكماً مهاب الجانب، مسموعاً رأيه، يستشار في كل صغيرة وكبيرة، ومشاركاً في أصعب القرارات، ومقرباً جداً من القيادة السياسية حتى وفاته رحمه الله.
وإذا رجعنا إلى تعيين المرحوم الشيخ سعد ولياً للعهد، فإن الشيخ جابر العلي بارك ولم يعترض، ودعّم الشيخ سعد بكلّ قوة، هذا من ناحية الأمانة التاريخية.
والآن يبدو أن فتح ملفات الجنسية، ومحاربة الفساد، وضرب مراكز كانت تظن أنها قوية، وأنه ممنوع الاقتراب منها، لهذا كل المتضررين بدأوا بتحريك آخر أسلحتهم في ضرب الإسفين بين أبناء الأسرة الحاكمة، والبحث عن خلافات تجاوزها الزمن لإيقاد نار الفتنة وتحريك الخلافات.
فمن هو صاحب المصلحة وراء كل ذلك، ولماذا لا تتحرك الجهات المختصة لوأد الفتنة في مهدها، وتحويل أصحاب الفيديو إلى النيابة، فهم لا يقلون خطراً عن مروجي الإشاعات، أو الذين يبثون أخباراً كاذبة تمس مصالح الدولة العليا!
وبالمناسبة من يعرف أسرة واحدة كبيرة في الكويت لم تدب بينها الخلافات، إن لم تكن قد وصلت إلى ساحات المحاكم، إلى درجة جعلت الأخ يشتكي أخاه، لكن تبقى خلافات الأسر في إطار الأسرة، وضررها على الأسرة نفسها، أما إذا نجح المرجفون بالأرض بزرع الفتنة، وتحريك الخلافات بين أسرة الحكم، فخطر ذلك سوف يكون عاماً على البلاد والعباد، لذلك نحن نطالب بالضرب بيد من حديد، وإيقاف كل عند حده، فاليوم المرحوم جابر العلي، ولا يعرف من سيكون القادم.
يامعازيبنا هؤلاء هم العدو فاحذروهم...زين.