صراحة قلم
بلغ عدد المخالفات المرورية في النصف الأول من العام الحالي 3,100,638 بمختلف أنواعها، سواء أكانت مباشرة، أو غير مباشرة، والغالبية العظمى منها هي مخالفات سرعة.
حول بعض الشباب المستهتر طرقنا السريعة حلبات سباق، بسبب قيادتهم لمركباتهم بسرعة جنونية، من دون مبالاة بسلامة المركبات الأخرى التي تسير معهم في الطريق، خصوصا أننا نعاني من زحمة مرورية في غالبية الطرق، وهذا ما يسبب حوادث الطرق، التي تزهق بسببها الأرواح.
فبسبب السرعة والاستهتار، زهقت 77 نفساً خلال الربع الأول من العالم الحالي على الأسفلت الأسود، وبلغ اجمالي الحوادث الجسيمة 7084 حادثاً مرورياً، اسفرت عن وفيات وإصابات جسيمة، و15600 حادث بسيطة من دون وقوع إصابات.
رغم وجود قانون للمرور، ينص على دفع مخالفات مالية، والسجن، إلا أنه لم يكن رادعا للمستهترين، بسبب ضعف التنفيذ، كون المخالف لا يعلم بالمخالفة التي ارتكبها إلا عندما يراجع وزارة الداخلية لتجديد رخصة القيادة، أو تجديد تأمي السيارة، أي بعد مرور سنة أو سنتين، ولهذا لا يشعر بالردع، عكس بعض دول الخليج العربية، التي ما إن يرتكب قائد المركبة مخالفة مرورية، حتى يصله إشعار من خلال الهاتف بالمخالفة مع منحه مهلة لمدة شهر أو شهرين للسداد، وإلا سوف تتوقف جميع معاملاته في الدولة، كما يمنع من السفر، حتى يتم دفع المخالفة.
قانون المرور الجديد رغم أنه جرت مضاعفة المخالفات المرورية، وتغليظ عقوبات المخالفات الجسيمة، إلا أن ذلك لن يكون كافياً لردع المستهترين، ولن يكون الحل الوحيد لفرض هيبة القانون، لأن العبرة ليست في سن القانون، بل في طريقة تنفيذه.
كل يوم نعاني من حرب شوارع بسبب الزحمة المرورية، ونرى الكثير من رواد الطريق يرتكبون مخالفات مرورية، سواء أكانوا مواطنين، أو وافدين، كالسير على أكتاف الطرق، أو الإلهاء في التصوير والبث في قنوات التواصل الاجتماعي، أو السير بسرعة واستهتار من دون التزام بخانات الطريق، فمرة نجده في اقصى اليمين، ومن ثم يصبح باقصى اليسار.
لكي يحقق قانون المرور الجديد هدفه في خفض الحوادث المرورية، وفرض هيبة القانون، لا بد أن تربط المخالفات المرورية بآلية إشعار مرتكب المخالفة بحدوثها مباشرة في الوقت نفسه، ووضع فترة زمنية لا تتجاوز شهرين لتسديدها، ومنع المخالفين من السفر حتى يسددوا مخالفاتهم، سواء أكانوا مواطنين أو مقيمين، أو زائرين.
هنا سيشعر الفرد بهيبة القانون، فيحترمه، ويحرص على عدم مخالفته حتى لا يمس جيبه المثقل بالأقساط، ومصاريف الحياة الأخرى.
al_sahafi1@