حوارات
يشير النِّفَاق الأخْلاقِيّ الشخصيّ في هذه المقالة الى تناقض ما يعلنه المرء من التزامه بمبادئ أخلاقيّة معيّنة مع ما يفعله في الواقع.
وهو أيضا ازدواج المعايير الأخلاقيّة الذاتيّة، وعدم تطبيقها على النفس، ويتكوّن بسبب غلبة النِّفَاق الأخْلاقِيّ في شخصية أحدهم نقاط عمياء أخلاقيّة، فيتعامى البعض عن عيوبهم السلوكيّة الصّارخة، ويوجّهون سهام نقدهم اللاّذع تجاه الآخرين.
ومن بعض علامات وأسباب النِّفَاق الأخْلاقِيّ على المستوى الشخصيّ، نذكر ما يلي:
-علامات النِّفَاق: تمثّل ظاهرة ازدواج المعايير الأخلاقيّة أبرز علامات النّفاق الأخلاقيّ على المستوى الشخصيّ، فعلى سبيل المثال، يُطبّق المنافق الأخلاقيّ معايير ومقاييس أخلاقيّة صارمة يقوم عن طريقها بتقويم ونقد كلام وتصرّفات الأفراد الآخرين، بينما يتجاهل عيوبه السلوكيّة المخجلة والصارخة.
ومن العلامات التديّن المزيّف، والليبرالية المزيّفة، والحرص المفرط على تقديم النصائح الأخلاقيّة للناس، ونسيان النّفس والمقرّبين، و"يأكل خيري ويشكر غيري"، والتشدّد في التديّن الظّاهري واعتناق القبلية والطائفية باطنياً، والانغماس السريع في لوم الآخرين على الأخطاء الشخصية، وإبقاء التحيّزات النفسية السلبية ضدّ من هو مختلف، والانغماس المرضي في الشهوات والملذّات، وتمنيّ صلاح النفس أو صلاح الذريّة، والشرك بالله عزّ وجلّ يمثل أشنع أنواع النّفاق الأخلاقيّ.
وادّعاء التحضّر والتمدّن في العلن، والتعامل مع الآخرين في الحياة الخاصة أو العامة بشكل همجيّ ووحشي، وارتداء قناع التحرّر الفكريّ لإخفاء الإقصاء الطّائفي ضدّ الآخر المختلف.
-أسباب النِّفَاق الأخْلاقِيّ الشخصيّ: يطلق البعض شعارات أخلاقيّة رنّانة في البيئة المحيطة بهم، بينما لا يؤمنون بها، فما يشكّل أغلب تعاملاتهم مع الناس هو تحقيق مصالحهم الذاتيّة الضيّقة على حساب الآخرين، وبسبب تزوير المؤهّلات العلمية، وبسبب الاستخفاف بعقول الناس، ولترسّخ التحايل والتلاعب، والكذب والتعوّد على السّرقة في عقل وقلب المنافق الأخلاقيّ، وبسبب فساد البيئة المحيطة وامتلائها بالمنافقين، ولعدم الرّغبة في معرفة النفس، ورفض تطوير الشخصية الى الأفضل.
وبسبب التعرّض لتربية أسريّة سلبية لم يحرص فيها الوالدان على تربية أبنائهم على احترام الذّات، والانغماس المفرط في الحياة الماديّة، وربما بسبب الاعجاب الشديد بـ"الأخلاق" الغربية الماديّة (مذهب اللَّذَّة).
كاتب كويتي
@DrAljenfawi