حوارات
"لا تغضبْ ، ولَكَ الجنَّةُ" (حديث شريف)
تدل حالة فقدان السَّيْطَرَة على الأعصاب على ميل الانسان الى الغضب السريع، بسبب تعرّضه لأنواع معيّنة من الاستفزازات النفسيّة، وعلى عدم قدرته التحكّم في ردود فعله تجاه بعض الضغوط النفسيّة التي يتعرّض لها في حياته الخاصة والعامة، وكونه ذا طبع قليل الاحتمال.
ومن بعض أسباب انفلات الأعصاب، وكيفية ضبط هذه الحالة النفسيّة الهدّامة، نذكر ما يلي:
-الأسباب: يمثّل انخفاض مستوى النّضج النفسيّ عند البالغ عمرياً أحد الأسباب الرئيسية لعدم قدرته في السيطرة على أعصابه، وربما بسبب انغماسه المستمر في الكِبَرْ، وحساسيته النفسيّة المفرطة، وفشله في ضبط نفسه، ولفوضويّة تفكيره، وعجزه عن ضبط شؤون حياته الخاصة.
كذلك لافتقاده مهارة التعامل المعتدل مع الآخرين، وربما لترسّخ الهمجيّة السلوكيّة عند أحدهم، إمّا بسبب تعوّده عليها منذ الصّغر، أو لمخالطته لمن يُعرف عنهم عدم قدرتهم على التحكّم بأعصابهم، ولتعرّض الفرد في مرحلة الطفولة لتربية أسرية فاشلة لم يحرص فيها الوالدان على تعليم الطفل كيفية السيطرة على أعصابه.
وطرق التعامل المناسب مع الضغوطات النفسيّة التي يمكن أن يتعرّض لها في الحياة العامة، ولغلبة النّفس الأمّارة بالسوء.
وربما بسبب غلبة الطبع السيكوباتي (الاعتلال النّفسي) في شخصيات بعض الأفراد، أو بدء الإصابة بمرض الاضطراب ثنائي القطب، ولضعف الايمان الدينيّ.
او لغلبة التعصّب القبلي أو الطائفي أو الطبقي الفوقيّ على تفكير المتكبِّر القبلي والطائفيّ والطّبقي.
- السَّيْطَرَة على الأعصاب: كلما تواضع المرء زادت قدرته في السيطرة على أعصابه، وبإعطاء الجسد والعقل فرصة للرّاحة التّامة ولو لمرّة واحدة في اليوم، وبالتخلّق بخلق القرآن الكريم، والتحكّم بالنفس الأمّارة بالسوء.
وتدريب الفرد لعقله على التفكير المنطقي، وتفادي التأثيرات السلبية للتفكير العاطفي قدر المستطاع، وبالنأي عن مخالطة المضطربين نفسيا والمعوجّين أخلاقيًّا، وبتذكّر الانسان أنّ انفلات أعصابه بشكل متكرّر لن يصبّ في مصلحته إطلاقا.
وربما سيجعله مكروهاً من أهله، وأقربائه، ومعارفه والناس أجمعين، وبتعلّم مهارة التنفّس العميق لتفريغ الشعور بالضغط النفسيّ، وبتكريس خشية الله تعالى في القلب، فلعل وعسى.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@