البرلمان يمدد للجنرال عون ويعقد جلسة لاختيار رئيس للجمهورية
بيروت، عواصم - وكالات: وسط اتهامات متبادلة بين إسرائيل و"حزب الله" بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، يواصل اللبنانيون العودة إلى منازلهم، فيما طالبت بلدية الخيام الجنوبية النازحين بعدم دخول البلدة إلا بعد بيان رسمي يسمح بذلك، بينما حذر الجيش الإسرائيلي سكان 10 بلدات في الجنوب من العودة وجدد تحذيره لسكان جنوب لبنان من التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني من الساعة الخامسة مساء وحتى الساعة السابعة صباحًا، وقال إنه رصد وصول مشتبه بهم إلى عدد من المناطق، ووصف ذلك بأنه انتهاك لوقف إطلاق النار، وفي المقابل، اتهم النائب اللبناني عن "حزب الله" حسن فضل الله إسرائيل بمهاجمة العائدين إلى قراهم في جنوب لبنان.
من جانبها، قالت مصادر أمنية إن نيران دبابات إسرائيلية أصابت بلدات على الحدود الجنوبية الشرقية للبنان مع إسرائيل، بعد يوم من سريان وقف إطلاق النار الذي يحظر العمليات العسكرية الهجومية، وأصابت نيران الدبابات بلدات مركبا والوزاني وكفرشوبا، وجميعها تقع على بعد كيلومترين من الخط الأزرق، وأوضح أحد المصادر الأمنية أن شخصين أصيبا في بلدة مركبا، وأفادت وسائل إعلام لبنانية بتعرض بلدة عيتا الشعب ومدينة بنت جبيل لقصف مدفعي إسرائيلي، بينما سمعت أصوات إطلاق نار فجرا في مارون الراس ومناطق أخرى بجوار عيترون محيط المالكية في جنوب لبنان، وحاولت أسر لبنانية نازحة من منازلها قرب الحدود الجنوبية العودة للاطمئنان على ممتلكاتها، لكن القوات الإسرائيلية لا تزال متمركزة وتواصل مسيرات استطلاعية تحليقها فوق أجزاء من جنوب لبنان، وقال "حزب الله" إنه سيتابع تحركات الجيش الإسرائيلي وسيتعامل معها بجهوزية كاملة، مضيفا أن مقاتليه ستبقى أعينهم تتابع تحركات وانسحابات قوات العدو إلى ما خلف الحدود، وأيديهم ستبقى على الزناد، دفاعا عن سيادة لبنان.
بدوره، أعلن الجيش اللبناني أن وحداته العسكرية باشرت مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، وقالت قيادة الجيش إنه بموازاة تعزيز الانتشار في قطاع جنوب الليطاني، باشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة، بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
في غضون ذلك، وبينما وصل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت لبحث حل الأزمة السياسية المستمرة، لا سيما قضية انتخاب رئيس جمهورية جديد، حيث يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، صوّت مجلس النواب اللبناني على تمديد خدمة قائد الجيش العماد جوزيف عون لمدة عام، كما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية في التاسع من يناير المقبل، قائلا في مستهل جلسة أمس التي افتتحت بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء "كنت آليت على نفسي أنه فور وقف إطلاق النار سأحدد موعدا لجلسة لإنتخاب رئيس للجمهورية"، مضيفا "أعلن منذ الآن تحديد جلسة في التاسع من يناير".
إلى ذلك، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن لبنان يعيش في خضم أشد أزمة إنسانية تدميرا منذ جيل، مشددا على أن إيقاف إطلاق النار يمثل الأمل الأكبر لإنهاء المعاناة الهائلة، وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن الاحتياجات الإنسانية في لبنان "لا تزال غير مسبوقة"، والعاملين في المجال الإنساني يحتاجون إلى وصول سريع وآمن حتى تتمكن المساعدات من الوصول إلى المحتاجين، مشيرا إلى أن الصراع دمر حياة الناس في لبنان، حيث قتل نحو 3800 شخص وأصيب 15800 وأدى إلى نزوح نحو 900 ألف شخص داخليا إلى جانب فرار نحو نصف مليون شخص عبر الحدود وفقا للسلطات، وذكر أن 11 شاحنة من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قامت بتسليم إمدادات الطوارئ لنحو ثلاثة آلاف شخص في بعلبك بعد دخول إيقاف إطلاق النار حيز التنفيذ.