قادة دول مجلس التعاون يصلون الكويت اليوم لحضور القمة الخليجية الـ45
تلبس الكويت اليوم أبهى حللها، وتتزين شوارعها وطرقاتها بالورود، في استقبال إخوة الروح، وشركاء المصير، ففيما ترفرف عاليا أعلام الدول الخليجية الست فوق الساريات على امتداد الطرق الرئيسة والجسور والمرافق الحكومية لتجسد رمزا للتلاحم الذي يجمع بين شعوبها وتعبر عن رؤى مشتركة ومستقبل مشرق، تستقبل الكويت القادة من ملوك وأمراء ورؤساء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لحضور أعمال الدورة الـ45 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تنطلق صباح اليوم، تحت شعار "المستقبل... خليجي"، حيث يحلون ضيوفا أعزاء كراما على الكويت.
في الاستعداد لهذا الحدث الاستثنائي، استنفرت كل أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية، لضمان خروج القمة المرتقبة بأبهي صورة، تليق بسمعة الكويت وبعمق وثقل وزنها الإقليمي والدولي، إذ أجرت وزيرة الأشغال العامة د.نورة المشعان ووزير الكهرباء د.محمود بوشهري ووزير الدولة لشؤون البلدية وزير الدولة لشؤون الإسكان عبداللطيف المشاري جولة تفقدية أمس، لمتابعة سير أعمال التحضير الميدانية الجارية استعدادا لاستضافة القمة.
وذكرت وزارة الأشغال أن الجولة شملت تفقد مشروعات تطوير الطرق وأعمال الزراعة التجميلية في المناطق المحيطة بمواقع الفعاليات المقررة. وأكدت الوزيرة المشعان، التي ترأست اللجنة العليا للإعداد للقمة، خلال الجولة، ضرورة الالتزام بالجدول الزمني المحدد لإنجاز جميع الأعمال وفق أعلى المعايير لضمان نجاح الحدث الإقليمي المهم.
بدورهما، أكد الوزير بوشهري والوزير المشاري أهمية التنسيق المشترك بين جميع الجهات المعنية لضمان الجاهزية الكاملة للقمة.
على الصعيد الأمني، تفقد وكيل الحرس الوطني الفريق الركن مهندس هاشم الرفاعي قوة الواجب "خليج" للاطلاع على جاهزية القوات لتنفيذ خطة تأمين القمة.
وقال الحرس الوطني: إن الفريق الرفاعي أجرى والمعاون للعمليات والتدريب اللواء الركن د.فالح شجاع جولة تفقدية في مواقع تمركز قوة "الواجب" في محيط فنادق "الشيراتون" و"سانت ريجيس" و"فور بوينتس".
من جانبه، قال قائد قوة الواجب "خليج" العميد سعد مبارك: إن القوة أتمت الاستعدادات كافة لتأمين وفود القمة، لافتا الى انه بعد صدور قرار مجلس الوزراء بتكليف الحرس الوطني بتأمين مؤتمر القمة أعطت قيادة الحرس الوطني التعليمات والأوامر من خلال تكليف قائد قوة الواجب للعمل على الاستعداد والتجهيز المسبق لهذه المهمة وإنجاحها.
وأشار إلى أن قوة الواجب أتمت وضع خطة محكمة لتأمين مجمع الفنادق وتوفير الحماية لكل الوفود المشاركة في القمة والحرص على الظهور بصورة مشرفة أمام الأشقاء من الدول الخليجية في بلدهم الثاني.
من جانبه، قال مساعد قائد قوة الواجب "خليج" التابعة للحرس الوطني العقيد الركن مطر بدر: إن الحرس الوطني يقوم بفرض السيطرة على المواقع المسؤول عنها في محيط الفنادق من خلال تسهيل حركة دخول وخروج الوفود ووضع أجهزة التفتيش للأفراد والأمتعة والآليات.
وأكد العقيد بدر التزام قوة الواجب وجاهزيتها بتأمين المنطقة طوال الأيام المصاحبة لاستضافة الوفود لفرض النظام وسد أي ثغرات وتفادي أي أعمال تخريبية.
وأشار إلى أن منتسبي الحرس الوطني يمتلكون أحدث الأجهزة والمعدات والتي تسهم بشكل فعال في خطة التأمين، لافتا الى أن تلك الأجهزة عبارة عن كاميرات مراقبة وتجهيز فردي متطور ووسائل اتصالات وأجهزة تفتيش حديثة ومتطورة.
وعلى صعيد الاستعدادات الصحية، أعلنت وزارة الصحة أنها أتمت تنفيذ كل استعداداتها وخطتها الطبية تزامنا مع القمة.
وأكد المتحدث الرسمي للوزارة د.عبدالله السند مواصلة الجهود الطبية بجهوزية تامة ضمن منظومة متكاملة وخطة شاملة بمتابعة دقيقة وإشراف من وزير الصحة ووكيل الوزارة.
وأشار السند إلى أن المستشفيات ستعمل اليوم بنظام الخفارات لضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية وفق الجودة المطلوبة فيما تعمل معظم مراكز الرعاية الصحية الأولية المناوبة في مختلف المحافظات على مدار الساعة.
وكان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي اكد يوم الجمعة أن المكانة المرموقة التي تتمتع بها دول المجلس أتت بفضل القاسم المشترك المتمثل بوجود سياسة خارجية واحدة داعمة للأمن والسلم الدوليين.
وقال البديوي ـ في جلسة حوارية مع الإعلاميين المشاركين في تغطية أعمال القمة الخليجية في دورتها الـ45 التي تعقد في الكويت: إن المجتمع الدولي ينظر إلى دول مجلس التعاون باعتبارها شريكا استراتيجيا موثوقا ذا مصداقية لا يملك أجندة خفية.
وأكد أن الجميع يتطلع لهذه القمة بشوق كبير، إذ تأتي بعد عمل دؤوب استمر سنة كاملة في اللجان المشتركة العاملة بغية الوصول إلى التكامل الخليجي المنشود.