تدور عجلة الزمن بسرعة مذهلة، وكلما زاد علمك اختفت الرغبة في الجدال، وكلما نضج عقلك ظهر فيك خلق التغافل، وإعادة النظر في كل شيء، فالدنيا زائلة، فاهدأ، فقد نكاد لا ندري اين ومتى تتوقف عجلة الزمن؟
كل منا يسعى ويكدح، ويركض وراء الدنيا، وكثيراً منا تأخذه بعيداً، فلا يفيق من زخارفها إلى أن تتوقف عن الدوران، ولذلك يتعين على كل منا أن يسأل نفسه سؤالاً بكل صدق وصراحة: أنت إلى أين؟
لقد منحنا الله سبحانه نعماً لا تعد ولا تحصى من خيراته،منها وطن آمن، أهل وعزوة، مال وبنون، وقيادة رشيدة تخشى الله في رعاياها، وفرت له العلاج والتعليم والسكن والأمان.
الحمد لله على نعمه الكثيرة، وأكبر نعمة هي الإسلام، الحمد لله ما حيينا الحمد لله في كل وقت وحين، أفلا تشكرون؟
أنعم علينا بالنفط من باطن الأرض فلا نشقى، ولا نمد أيدينا، أصبحت الكويت ملاذاً لكل محتاج، ومقصداً لكل من يبحث عن عمل شريف، فيجد أهلاً مثل أهله، ووطناً مثل وطنه، وديرة ينعم فيها بالحياة الكريمة والأمن والأمان.
ومن هذا المنطلق كانت المادة السادسة في الدستور، التي نصت على أن "نظام الحكم في الكويت ديمقراطي السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعاً"، وهذه نعمة من الله سبحانه، أن من على الكويت بحياة ديمقراطية الحكم فيها ديمقراطي، والسيادة للشعب الكويتي، والقيادة الرشيدة وضعت الدستور والقوانين التي كفلت للشعب حقوقه.
أيضاً كانت المادة الثامنة التي نصت على أن "تصون الدولة دعامات المجتمع وتكفل الأمن والطمأنينة"، والمادة الحادية عشر "تكفل الدولة المعونة للمواطنين"، فأنت آمن في وطنك، لديك قوت يومك وغدك ومستقبلك، فقد حيزت لك الدنيا.
قف عزيزي القارئ لحظة واطرح على نفسك السؤال، وابحث عن الإجابة داخلك: أنت إلى أين، إلى أين تسير وتتجه؛ أين أنت الآن، وما هي طموحاتك وأحلامك؛ ماذا قدمت، وماذا أخرت؟
كل منا على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره. نحمد الله على وطننا الكويت، ونتدبر في ما نحن فيه، ولا نتمرد، أو ننظر إلى نصف الكوب الفارغ، فالنصف الآخر مليء، وهذا هو التفاؤل بغد أجمل وأفضل لأجيالنا القادمة.
لا شك أن القيادة الرشيدة لصاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهما، والحكومة تعمل بكل جهد وصبر وعزيمة من أجل غد أفضل، في زمن اهتزت فيه دول عظمى، وانهارت دول كانت كبيرة وقوية، ويجب علينا أن نقف وراء قيادتنا لتعبر بنا إلى بر الأمان، ويتعين على كل منا في مجال عمله أن يتقي الله في كل شيء، وأن يتقدم ويتطور، ودائماً يسأل نفسه: أنت إلى أين ... اهدأ... أنت الى أين؟
محام وكاتب كويتي