حوارات
"قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا" (الشمس 9).
يرقى الانسان عندما يرتفع مستوى أخلاقه، ويصبح قدوة للآخرين، وهذا النوع من الشخصيات الفريدة (الإنسان الراقي)، يتّصف بسمات محدّدة، نذكر منها ما يلي:
الرَّسول (صلَّى الله عليه وسلَّم) قدوة الانسان الراقي: نبي الرحمة والرقي الأخلاقي، وخير الوَرَى، هو قدوة الانسان المسلم الراقِي.
الذوق الرفيع: يتّسم الانسان الراقي باللباقة، فهو حاذق في التعامل مع الآخرين في حياته الخاصة والعامة، وهو حسن الكلام والتصرّف، وأنيق الملبس، ويعرف ما هو لائق في المواقف الاجتماعية المختلفة التي يجد نفسه فيها.
-الراقي شريف النّفس: يحرص الانسان الراقي على ممارسة الأخلاق الشريفة (مكارم الأخلاق) مثل المروءة، والاعتدال، وغضّ البصر، والأمانة، والصدق، وتقدير الذّات، والتنزّه عما هو دنيء، ورفض التملّق والتذلّل، وصلاح السرّ والعلن.
- الانسان الراقي من صفوة المجتمع: هو من الصالحين والعقلاء والحكماء، والرزناء في المجتمع، وينتمي للنخبة الأخلاقية فيه، ويدرك تماماً مسؤولياته الأخلاقية تجاه مجتمعه، ويحرص على إبقاء سمعته نظيفة من الشبهات، فلا يختلط بالسفهاء، ويجالس الصالحين، ويعرف قدر نفسه، ويترك ويبتعد بنفسه عما يريبه أخلاقياً.
-نقاء الباطن والظاهر: يتسّم الانسان الراقي بنقاء فطرته، ونيّته، وقلبه من الحسد والغيرة والبغض، وكما هو نقي داخلياً، فهو أيضا نظيف وحسن المظهر خارجياً.
- أب وأمّ راقيين: تتصف تربية الراقِي لأبنائه وبناته بالرقي الأخلاقي، وحسن التربية، وحرص الوالدين على ترسيخ مكارم الأخلاق في عقول وقلوب أبنائهم وبناتهم، فلا عجب أن يبرّ الأبناء بأبوين راقيين نفسياً وأخلاقياً!
-الراقي مواطن صالح: يدرك الراقي مسؤولياته، الأخلاقية والدينية والقانونية الوطنية، ويسعى قدر ما يستطيع الى الإيفاء بها، ولإدراكه أنّ ممارسة المواطنة الصالحة في الحياة الخاصة والعامة تنفع الجميع.
-التنزّه عن القبلية والطائفية والفئوية الفوقيّة: يترفع الراقي عن مفاسد التعصّب القبلي والكره الطائفي، والاستعلاء الفئوي بسبب ما تؤدي اليه من تفرقة بين الناس، فبالنسبة له: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير"(الحجرات 13).
كاتب كويتي
@DrAljenfawi