مَنْ وَدَّكَ لِأَمْرٍ أَبْغَضَكَ عِنْدَ اِنْقِضَائِهْ

حوارات

"وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (الحشر 9)

صاحب النفس الشحيحة هو شخص شديد البخل والأنانية، وهو من يودّك لخدمة نفسه، ولتحقيق منفعته الذاتيّة على حسابك، وما إن تتحقّق تلك المصالح، سيتفادى لقاءك، وربما سيبغضك علنا لأنك تذكّره بضعفه السابق.

ومن بعض علامات الشخص "المصلحجي،" ولماذا يقع البعض ضحايا للاستغلاليّين، نذكر ما يلي:

-العلامات: ربما يوجد بعض الأفراد المتمصلحين الذين يخبرون ضحاياهم، بملء أفواههم وبشكل مباشر، أنهم يودّونهم لتحقيق مصالح ذاتية محدّدة (أحياناً على سبيل المزح المخادع) لكن الأكثر شيوعاً هم الاستغلاليّون المتخفّون.

ومن بعض علامات هؤلاء المتلاعبين والاستغلاليين ميلهم إلى الافراط في مودّتهم السريعة لمن يقابلونهم للمرة الاولى، وبسبب اكتشافهم لإمكانية استفادتهم من الضحية، فستلاحظهم يفرطون في التقرّب والتودّد لشخص معيّن، بلا وجود أسباب منطقية لتوطيد العلاقة بسرعة، مثل المعرفة الطويلة، أو التشابه الكبير في التطلّعات وفي القيم والمبادئ الأخلاقية.

ويميل هذا النفر المريض أخلاقيّا (Amoral) الى التملّق المفرط لأصحاب المال والنفوذ ما داموا يملكون المال والنفوذ، وسرعان ما سينقلبون عليهم، ويبغضونهم سراً وعلناً.

ويسعى هؤلاء المتلاعبون لمصادقة أحد الأفراد، وربما يقدّمون له خدمات مجانيّة، وربما يطلعونه على بعض أسرارهم الشخصية (غير الخطيرة) بهدف كسب ثقته، ولنسج خيوط تلاعبهم على الضحيّة، ولكن ما إن يقع الضحية في شباكهم، حتى تبدأ عملية الاستغلال المريض.

- قابِلِيَّة السقوط بيد الشخصيات الاستغلالية: يمثل ضعف المهارات الاجتماعية عند ضحايا الاستغلال أبرز أسباب قابليتهم للسقوط في شباك من يودّونهم لأمر، ويبغضونهم لاحقاً عند إنقضائه، وبسبب قلّة الخبرة الحياتية، وربما لضعف النضج الفكريّ، او لطيبة القلب الزائدة عن الحد، وربما بسبب إنغماس الضحية في المثالية الأخلاقية المفرطة، ولضعف تقدير الذّات، وللتعرّض سابقا لتربية أسريّة فاشلة، وبسبب تعوّد الضحية على الافراط في ردود أفعاله تجاه ما يتعرّض له أحيانا من مواقف مفاجئة في الحياة العامة، ولشدّة تصديق المرء لكل ما تنطق به ألسنة الآخرين بسبب ضعف ذكائه الاجتماعي، ولظنّه أنه يوجد فعلاً أفراد كاملون!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi