حوارات
تشير الشخصية التجنّبية، في هذه المقالة، الى الانسان الذي يعاني من رهاب اجتماعي شديد، فيتجنّب الاشتراك في النشاطات الاجتماعية العاديّة خوفاً من التعرّض للتنمّر أو المواقف المحرجة، أو الاذلال على أيدي الآخرين.
ومن بعض علامات وأسباب الإصابة بهذه الحالة النفسيّة السلبية، نذكر ما يلي:
-علامات الشَّخصِيَّة التَّجَنُّبِيَّة: يظهر على صاحب هذه الشخصية خوف وقلق مفاجئان وشديدان إذا تواجد مرغماً في العالم الخارجي، ويميل الى الانغماس السريع في التفكير الكارثيّ، ويشعر بضعف كفاءته كإنسان، وبإنحطاط قدره.
أو ربما يشعر أنه قبيح الوجه والجسم، وستلاحظ أنّ هذا النوع من الأفراد الحسّاسين للغاية، ربما ينتهي بهم الأمر الى الاصابة بالاكتئاب، ويتّصفون بانفصالهم السلبي عن الواقع المحيط بهم، وبوسوستهم المستمرة أنّ الآخرين في العالم الخارجي يركزّون على النظر إليهم، ويسخرون منهم.
ويتخفى هذا النوع من الأشخاص المنغلقين على أنفسهم داخل قواقع نفسيّة وفكريّة سلبية يصنعونها بأنفسهم، وربما يتّصف بعضهم بسوداوية التفكير، وبعدم الاتزان الانفعالي، لا سيما إذا كانوا خارج المنزل، والتجنّبي قليل الأصدقاء، وربما لا يوجد لديه أصدقاء، وربما ستجد بعضهم، لا سيما من فئة الشباب، يدمنون ألعاب الفيديو، ويتابعون بِشَرَه ملاحظ بعض وسائل التواصل الاجتماعي.
وربما يختار التجنّبي وظيفة لا تتطلّب تواصلاً مباشراً مع الناس، وربما يصاب بعض الأفراد التجنبيّين بأمراض الجهاز الهضمي (القولون العصبي).
-الأسباب: أعتقد أن السبب الرئيسي لحالة التجنّبيّة هو الجهل المعرفي، خصوصا جهل صاحب هذه الشخصية بحقائق الحياة، ولفقدانه بعض المهارات الاجتماعية الضروريّة، وهو ليس مريضاً نفسياً، لكنه على ما يبدو يستمر ينغمس بإرادته الحرّة في حلقة مغلقة من الأوهام والوساوس، التي يختلقها له تفكيره الكارثيّ.
وربما بسبب التعرّض لتربية أسرية سيئة للغاية على يد أب أو أم مُعْتَلُّين نفسياً، وبسبب السوء الشديد للبيئة الاجتماعية التي نشأ فيها الانسان، ولضعف الايمان.
ولعدم التعوّد على الاختلاط الاجتماعي منذ فترة الطفولة، او عدم وجود قدوات حسنة في الحياة الأسرية، وربما يوجد لدى البعض استعداد وراثي للانطواء على النفس، ولتجنّب الآخرين، وبسبب شدّة خجل هذا النوع من الأفراد المعذّبين نفسياً.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi