حوارات
"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (البقرة 195).
يكتسب الانسان مهارة الذّكاء الاجتماعيّ، ويبني عن طريقها علاقات صحيّة وبنّاءة مع الآخرين، ومن لديه ذلك الذكاء يستطيع التحكّم شبه التّام بمشاعره، وردود فعله، لا سيما إذا كان في العالم الخارجي، وهو يستطيع فهم العلامات، والمواقف الاجتماعية المختلفة، ويتفاعل معها بشكل بنّاء ومفيد لكل الأطراف.
ومن بعض قدرات الذّكي اجتماعيا، وكيفية اكتساب ذلك الذّكاء كمهارة شخصية، نذكر ما يلي:
-قدراته: يتفاعل الذّكي اجتماعياً مع البيئات المحيطة به بشكل حسن، فهو يستمع وينصت للآخرين بشكل فعّال، ويستطيع التحاور بشكل بنّاء، ومفيد لكل الأطراف، ويتفادى الجدال مع الناس في نقاشات عقيمة لا فائدة منها، وهو بالطبع، صاحب عقل متفتّح وتفكير مرن، ويهتم خصوصا في بناء انطباع مناسب عنه في عقول وقلوب الآخرين، وفق ما تتطلّبه دوافعه النفسيّة والظروف المحيطة به.
ويمتنع الذّكي اجتماعياً عن معاداة الآخرين بسبب غيرته منهم، أو لرغبته في رؤيتهم يفشلون لأنه يترفّع بنفسه عن هذه التصرّفات السوقيّة.
ويتمتّع بالذّكاء العاطفيّ، وهي القدرة على التحكّم بالعواطف والمشاعر الشخصية، وفهم مشاعر الآخرين، والذّكي اجتماعياً يكتسب تلقائياً سمات الوعي بالذّات، والتقمّص الشعوري (فهم سلوك ومشاعر الأفراد الآخرين والقدرة على التعاطف معهم).
-كيف تصبح ذكياً اجتماعياً: أهم متطلّبات اكتساب مهارة الذّكاء الاجتماعيّ هي ممارسة الألفة مع الآخرين، والحرص على تفهّم مشاعرهم، وردود فعلهم، وقراءة لغة جسد الإنسان الآخر أثناء الحديث معه.
بالانتباه والتيقّظ الذهنيّ، لا سيما في الحياة العامة، وبتعزيز المعرفة الاجتماعيّة، وتقديم النفس الى الآخرين بشكل مناسب، والحرص على احترام الاختلافات الشخصية بين الأفراد، وتقديرهم وباحترام آدميتهم، وتقليل استعمال الهاتف الذّكي في الحياة العامة، واستبدال هذه العادّة السلبية بملاحظة ما يجري ويدور، ويحدث حول الانسان بهدف تقوية قدرات الانتباه الذّهني وقوة الملاحظة (البيئة المحيطة)، والحرص على التعلّم من أخطاء الناس الآخرين، والتفكير مَلِيًّا بالأمور والسلوكيّات، أو الأحداث التي تثير أو تحفّز الإنسان الآخر، والقراءة المستمرة في علم لغة الجسد.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi