المعارضة السورية على بعد 20 كم من دمشق
الفصائل المسلحة بدأت مرحلة تطويقها
القوات الحكومية أخلت فرع سعسع للمخابرات العسكرية الذي يبعد 25 كيلومتراً عن العاصمة
فصائل "جيش سورية الحرة" في التنف تعلن بدء معركتها لـ"كسر الحصار عن مخيم الركبان"
دمشق ـ وكالات وعواصم: على وقع التقدم "المثير للدهشة" لفصائل المعارضة السورية المسلحة، والانسحاب "المريب" لقوات الجيش، لا سيما مع انضمام "غرفة عمليات الجنوب" وإعلان الفصائل عن مرحلة "تطويق" دمشق، وفيما الوضع على الأرض يتسم بقدر هائل من السيولة، ويتدحرج بسرعة غير مسبوقة منذ اشتعال الثورة السورية في 2011 يبدو أن ساعة الخلاص قد حلت وأن لحظة الحسم باتت أقرب من أي وقت مضى، وأن النظام السياسي يلفظ أنفاسه الأخيرة.
ففي موازاة الاجتماع الذي عقده أمس وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا، الضامنين لاتفاق "آستانا"، في العاصمة القطرية الدوحة، أعلنت الفصائل المسلحة السورية أمس أنها بدأت مرحلة "تطويق" دمشق، بينما نفت وزارة الدفاع السورية انسحاب قوات من الجيش من مناطق محيطة بالعاصمة.
وفي منشور على تلغرام، قال المقدم حسن عبد الغني القيادي في غرفة "إدارة العمليات العسكرية"،: إن "قواتنا بدأت تنفيذ المرحلة الأخيرة بتطويق العاصمة دمشق". وأضاف: أن "قواتنا دخلت مدينة الصنمين.. وبهذا نصبح على بعد أقل من 20 كيلومترا من البوابة الجنوبية للعاصمة دمشق".
وأكدت مصادر عسكرية متطابقة، أن قوات النظام بدأت الانسحاب تدريجياً من "مطار التيفور العسكري"، الذي يعدّ من أكبر المطارات العسكرية في سورية، والواقع بريف محافظة حمص الشرقي، مع تهاوي مواقع النظام تباعاً بريف حمص الشمالي والشرقي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش السوري أخلى أمس بلدات تبعد حوالى 10 كيلومترات عن العاصمة دمشق من الجهة الجنوبية الغربية، في إطار سلسلة انتكاسات مني بها في الميدان.
وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "انسحاب قوات النظام من بلدات بريف دمشق الجنوبي الغربي على بعد 10 كيلومترات من دمشق والسيطرة عليها من قبل مقاتلين محليين"، مضيفا: إن "القوات الحكومية أخلت كذلك فرع سعسع للمخابرات العسكرية" في ريف دمشق الذي يبعد حوالى 25 كيلومترا عن العاصمة.
وخسر الجيش السوري امس سيطرته على محافظة درعا في جنوب البلاد، بعد سيطرة مقاتلين من فصائل معارضة على مدينة رئيسية، وفق ما أفاد المرصد السوري، الذي قال: إن "مقاتلين محليين سيطروا على مدينة الصنمين، غداة سيطرتهم على مدينة درعا، بعد انسحاب قوات النظام منها".
في المقابل، نفت وزارة الدفاع السورية انسحاب الجيش من مناطق في ريف دمشق. ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري قوله: "لا صحة لأي نبأ وارد بشأن انسحاب لوحدات قواتنا المسلحة الموجودة في كامل مناطق ريف دمشق".
في غضون ذلك، نقلت (رويترز) عن مصادر من الفصائل الدرزية المسلحة إنها سيطرت على معظم قواعد الجيش في محافظة السويداء جنوب سورية على الحدود مع الأردن، تاركة قاعدة رئيسية واحدة شمالي مدينة السويداء.
وأضافت المصادر: إن مقر وحدة القوات الخاصة التابعة للجيش في المدينة شهد وقائع انشقاق جماعية، مشيرة الى أن المئات من جنود الجيش يحتمون في أماكن تابعة للطائفة الدرزية.
ميدانيا أيضا، أعلنت فصائل "جيش سورية الحرة" في منطقة التنف أمس أن معركتها العسكرية التي بدأت انطلاقاً من ريف حمص الشرقي، تهدف إلى "كسر الحصار عن مخيم الركبان" المفروض من قبل قوات النظام وحلفائه، معلنة تحرير عدد من النقاط واغتنام عدد من الآليات الثقيلة وسط اشتباكات عنيفة يخوضها الجيش على جبهات عدة في البادية.
كما أخلى الجيش السوري السبت مواقعه في محافظة القنيطرة عند الحدود مع إسرائيل ـ وفق المرصد السوري لحقوق الانسان ـ وقال مدير المرصد: إن "قوات النظام أخلت مواقع ونقاطا عسكرية وأمنية، بينما غادر العاملون في المؤسسات الحكومية، لتصبح المحافظة الواقعة عند الحدود مع إسرائيل خالية للمرة الأولى من الجيش السوري".
في الاطار نفسه، أفادت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس بأن السلطات العراقية سمحت بدخول "مئات" الجنود السوريين "الفارّين من الجبهة" إلى العراق عن طريق معبر القائم الحدودي.
وقال مسؤول أمني عراقي إن "عدد الجنود السوريين الذين دخلوا العراق بلغ ألفين بين ضابط وجندي"، لافتا إلى أن "دخولهم جاء بالاتفاق مع قوات سورية الديمقراطية (قسد) وبموافقة القائد العام للقوات المسلحة" رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
أخيرا، أشار مراقبون الى انه إذا كانت حمص هي معركة الحسم كما يجري وصفها، فإن الوصول إلى دمشق سيكون الجائزة الكبرى لمن يسبق الآخر.